في تطور خطير يعكس تصعيدًا غير مسبوق في الصراع الخفي بين إسرائيل وإيران، أعلنت تل أبيب تنفيذ عملية عسكرية دقيقة أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، أسفرت عن مقتل تسعة من أبرز العلماء النوويين الإيرانيين في غارات جوية استهدفت منشآت بحثية حساسة داخل إيران.
استهداف العقول النووية
العملية ركزت على ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ”العقول الفاعلة” في البرنامج النووي الإيراني، حيث شملت قائمة الضحايا خبراء في الفيزياء النووية، والهندسة الذرية، والكيمياء الصناعية. من بين الأسماء البارزة: فريدون عباسي، محمد مهدي طهرانجي، وسعيد برجي، وجميعهم لعبوا أدوارًا محورية في تطوير البنية التحتية النووية الإيرانية.
تأثيرات فورية على القدرات النووية
بحسب تقييمات مراكز بحثية دولية، فإن هذه الضربة قد تُحدث شللًا مؤقتًا في قدرات إيران على تشغيل وتطوير منشآتها النووية، خاصة في مواقع مثل نطنز وفوردو وأصفهان. كما أن فقدان هذه الكفاءات سيجبر طهران على إعادة هيكلة فرقها العلمية، ما قد يؤدي إلى تأخير في برامج البحث والتطوير.
أثر نفسي وردع علمي
العملية أعادت إلى الأذهان موجة الاغتيالات التي طالت علماء إيرانيين بين عامي 2010 و2020، والتي خلقت مناخًا من الخوف والرقابة داخل المؤسسات العلمية. ويتوقع محللون أن تؤدي هذه الضربة إلى تراجع الحماس لدى بعض الباحثين، وربما انسحابهم من المشهد النووي الإيراني.
تداعيات دبلوماسية وإقليمية
تزامن الهجوم مع استعدادات لعقد جولة جديدة من المحادثات النووية في مسقط، ما دفع طهران إلى إعلان تعليق مشاركتها، معتبرة أن “الحوار فقد معناه”. إقليميًا، قد يؤدي التصعيد إلى توتر في الخليج والبحر الأحمر، خاصة مع تهديدات إيرانية باستهداف قواعد غربية في حال استمرار الضغوط.
خلاصة المشهد
رغم أن العملية تمثل نجاحًا استخباراتيًا لإسرائيل، إلا أن تأثيرها الاستراتيجي سيعتمد على قدرة إيران على تعويض خسائرها البشرية والعلمية. وبينما تسعى طهران لإظهار التماسك، فإن الضربة وجهت رسالة واضحة مفادها أن السباق النووي في المنطقة دخل مرحلة أكثر خطورة وتعقيدًا.