أثار سؤال حول جواز زيارة النساء للمقابر جدلًا واسعًا بين المسلمين، خاصة في ظل ورود أحاديث نبوية تنهى عن ذلك، منها قوله ﷺ: “لعن الله زوارات القبور”. فهل هذا النهي للتحريم؟ وهل يشمل جميع النساء؟ وما معنى قوله تعالى: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}؟
❌ النهي النبوي عن زيارة النساء للقبور
أوضح الشيخ ابن باز رحمه الله أن زيارة القبور تختص بالرجال، وأن النبي ﷺ نهى النساء عن زيارة القبور واتباع الجنائز، بل ورد في الحديث الصحيح: “لعن الله زائرات القبور”، وهو ما يدل على تحريم الزيارة للنساء عند جمهور العلماء، خاصة إذا كانت الزيارة تتضمن بكاءً أو نياحة أو اختلاطًا.
ومع ذلك، يجوز للمرأة الصلاة على الميت في المسجد أو المصلى أو في البيت، دون الذهاب إلى المقبرة.
📖 معنى قوله تعالى: {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}
في تفسير الآية الكريمة من سورة التكاثر: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، بيّن العلماء أن المقصود بـ”زيارة المقابر” هنا ليس الزيارة المعروفة للأحياء، بل هو الموت نفسه، أي أن الناس انشغلوا بالتفاخر والتكاثر حتى جاءهم الموت ودُفنوا في القبور. وسُمِّي ذلك “زيارة” لأن الإقامة في القبر مؤقتة، والدار الحقيقية هي الجنة أو النار.
⚖️ خلاف فقهي بين العلماء
- الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة): يرون كراهة أو تحريم زيارة النساء للقبور، استنادًا إلى الحديث السابق.
- الحنفية وبعض الشافعية: أجازوا الزيارة إذا كانت للعظة والدعاء دون جزع أو نياحة.
- استُدل على الجواز أيضًا بما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها زارت قبر أخيها عبد الرحمن، وسألت النبي ﷺ عن الدعاء عند زيارة القبور، فأرشدها إلى ما تقول.
📌 خلاصة
زيارة النساء للقبور مسألة خلافية بين العلماء، لكن الراجح عند جمهورهم هو المنع أو الكراهة الشديدة، خاصة إذا كانت الزيارة تتضمن مظاهر لا تليق بالمقام. أما الآية الكريمة {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فالمقصود بها الانتقال إلى القبر بعد الموت، لا زيارة الأحياء للقبور.