الرئيسيةصحهعلاج الفشل الكلوي المزمن: خطوة جديدة نحو المستقبل
صحه

علاج الفشل الكلوي المزمن: خطوة جديدة نحو المستقبل

علاج الفشل الكلوي المزمن: خطوة جديدة نحو المستقبل

في خطوة علمية قد تُحدث نقلة نوعية في علاج أمراض الكلى، أعلن باحثون من مركز أبحاث مستشفى جامعة مونتريال بكندا عن اكتشاف جزيء حيوي دقيق يُبشر بآفاق جديدة في التشخيص المبكر وعلاج تلف الكلى ومنع تطور الفشل الكلوي المزمن.

هذا الاكتشاف، الذي نشرته مجلة “JCI Insight”، يركز على دور الحمض النووي الريبوزي الدقيق miR-423-5p.

miR-423-5p: مفتاح صحة الشعيرات الكلوية

أظهرت الدراسة أن هذا الجزيء الدقيق من الحمض النووي الريبوزي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة الشعيرات الدموية حول النُبيبية (peritubular capillaries).

هذه الشعيرات هي شبكة دقيقة من الأوعية الدموية تغذي أنسجة الكلى وتلعب دوراً حاسماً في عملية تصفية الدم. يُعد تدهور هذه الشعيرات علامة رئيسية على تفاقم الفشل الكلوي المزمن.

وجد الباحثون أن مستويات جزيء miR-423-5p في الدم تعكس بدقة شديدة صحة هذه الشعيرات الدموية الدقيقة، مما يجعله مرشحاً قوياً ليكون علامة حيوية جديدة للكشف المبكر عن تدهور وظائف الكلى وتشخيص الفشل الكلوي المزمن في مراحله الأولى.

نتائج واعدة في التجارب الأولية

الجانب الأكثر إثارة في هذا الاكتشاف هو النتائج التي تحققت في التجارب على الفئران.

فعند حقن جزيء miR-423-5p في أجسام فئران التجارب التي كانت تعاني من الفشل الكلوي الحاد، توقف تدمير الشعيرات الدموية حول النُبيبية في الكلى لديها، ولوحظ انخفاض ملحوظ في التلف الكلوي بشكل عام لدى هذه الحيوانات.

آفاق مستقبلية واسعة للعلاج

يُشير العلماء إلى أن هذا الاكتشاف يحمل وعداً كبيراً في عدة مجالات طبية:

  • تطوير علاجات جديدة لتلف الكلى في المستقبل.
  • تحسين طرق الحفاظ على الأعضاء في حالات عمليات زراعة الكلى.
  • المساعدة في العمليات الجراحية التي تتطلب إيقاف تدفق الدم مؤقتاً في الجسم، مثل عمليات القلب المفتوح.

يؤكد الباحثون أن هذا النهج قد يكون مفيداً ليس فقط في حالات الفشل الكلوي، بل يمتد ليشمل أيضاً الفشل القلبي والرئوي، بالإضافة إلى الأمراض التنكسية العصبية، حيث يلعب موت الأوعية الدموية الصغيرة دوراً حاسماً في تطور هذه الأمراض.

هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية مبتكرة تستهدف الحفاظ على سلامة الأوعية الدموية الدقيقة في مختلف أعضاء الجسم.