يتساءل الكثيرون عن حكم دفن الميت في الليل، وعن الأوقات التي لا يُستحب فيها القيام بذلك. وقد ورد النهي النبوي عن دفن الموتى في ثلاث فترات من النهار، كما جاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: “ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا…” وهي:
- من طلوع الشمس حتى ارتفاعها قليلاً.
- عند منتصف النهار قبل زوال الشمس.
- قبيل غروب الشمس حتى تغرب.
ورغم جواز الصلاة والدفن في غير هذه الأوقات، فإنه يُكره تعمد تأخير الدفن إلى تلك الفترات دون عذر شرعي.
الدفن في الليل
أكدت دار الإفتاء المصرية أن دفن الميت ليلاً جائز شرعًا، ما دام يتم بإكرام ووضوح للرؤية، ونُقل عن الإمام النووي أن الكراهة تتعلق بتعمد التأخير فقط، وليس الوقوع العرضي داخل تلك الأوقات المنهي عنها.
بناء المقابر على طبقات
في حال ضيق المساحة، يجوز بناء مقبرة فوق أخرى بشرط الحذر من تعريض الجثامين للتلف أو الإهانة. ويُشترط وجود كمية كافية من التراب العازل، ويُمنع هذا الأسلوب حال توفُّر الأراضي.
الدفن المشترك في المقبرة الواحدة
الأصل في الشريعة أن يُدفن كل شخص في قبر مستقل، رجالًا ونساءً. لكن عند الضرورة، يجوز دفن أكثر من ميت في مقبرة واحدة، على أن يكون هناك فاصل ترابي أو حاجز بين الجثامين، امتثالًا لحرمة الموتى وكرامتهم.
كيفية دفن الميت
من السنّة وضع الميت على جنبه الأيمن وتوجيه وجهه نحو القبلة. ويُفضل إدخاله من فتحة القبر المواجهة للقبلة إن أمكن، دون الحاجة لتدويره داخله. ويجوز الدفن على الرمل أو التراب دون حرج.
غُسل الميت وفق السنة
غسل الميت من فروض الكفاية، يُبدأ فيه بتعميم الجسد بالماء بعد تنظيفه، ويُغسَل ثلاثًا أو أكثر بوتر، حسب الحاجة، ويُستعمل الطيب في آخر الغُسل. ويُراعى أن يقوم بالغُسل شخص مأمون، سترًا لما قد يظهر، كما أن الأقرباء هم الأَولى بغسل الميت، خاصة الأبناء والأقارب المباشرين.
غسل الزوجة لزوجها
يجوز للمرأة أن تغسل زوجها بعد وفاته، كما ورد عن الصحابية أسماء بنت عميس حين غسلت أبا بكر الصديق رضي الله عنهما، وهو ما يدل على جواز ذلك عند الحاجة أو غياب غيرها من المحارم.