تُعد حرقة المعدة تجربة مزعجة يعاني منها الكثيرون، خاصة بعد تناول الوجبات. هذا الشعور بالحرقان في منطقة الصدر، الناجم عن ارتداد حمض المعدة إلى المريء (ارتجاع المريء)، غالباً ما يتفاقم ليلاً أو عند الانحناء. ورغم شيوعه، يجهل معظمنا طرق التعامل معه دون اللجوء للأدوية.
في هذا السياق، كشف الدكتور جوزيف سلهب، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي المعتمد من مجلس البورد في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، عن علاج طبيعي بسيط وفعّال لحرقة المعدة يمكن أن يوفر راحة سريعة.
فهم حرقة المعدة: الأعراض والأسباب
حرقة المعدة هي ألم حارق خلف عظمة القص، يصاحبها أحياناً صعوبة في الببلع أو شعور بطعم حامض أو مرير في الفم، وقد تتسبب في السعال. تتفاقم الأعراض عادة بعد الأكل أو عند الاستلقاء.
لا يوجد سبب واحد وراء حموضة المعدة، لكنها قد تتأثر بعدة عوامل، منها: تناول أطعمة ومشروبات معينة (كالقهوة، الطماطم، الشوكولاتة، الأطعمة الدهنية أو الحارة)، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل زيادة الوزن، التدخين، الحمل، التوتر والقلق، وقرحة المعدة، وحتى العدوى البكتيرية.
العلاج السريع: مضغ اللبان الخالي من السكر
يُقدم الدكتور سلهب حلاً طبيعياً ومتاحاً بسهولة: مضغ اللبان الخالي من السكر. يعتبر هذا الخيار عملياً ويمكن استخدامه في أي وقت، ويوفر تخفيفاً سريعاً للألم في دقائق.
ما الذي يحدث عند مضغ العلكة؟ يوضح الطبيب أن مضغ اللبان الخالي من السكر يُحفز عمليتين رئيسيتين تكافحان حرقة المعدة بفعالية:
- زيادة إنتاج اللعاب: يعمل اللعاب كدرع طبيعي، يساعد على معادلة حمض المعدة وتقليل تأثيره المهيج على المريء.
- تحفيز التمعج: تُحاكي عملية المضغ عملية الأكل، مما يحفز “التمعج” (الانقباضات العضلية التي تدفع محتويات الجهاز الهضمي). هذا بدوره يساعد على إزالة الحمض من المريء والمعدة، ويقلل من الارتجاع.
متى تستشير الطبيب؟
على الرغم من أن حرقة المعدة العرضية شائعة ولا تدعو للقلق في معظم الأحيان، إلا أنه إذا استمرت الأعراض أو تكررت بشكل مزمن، فمن الضروري استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بشكل دقيق وتلقي العلاج المناسب.