من أعظم الفروض التي فرضها الله تعالى على المسلمين، إذ يُعتبر أحد أركان الإسلام الأساسية، ولكن ماذا يحدث إذا أفطر شخصٌ متعمدًا في نهار رمضان؟ وهل يترتب عليه كفارة؟، ويبحث عدد كبير من الأشخاص عن حكم إفطار رمضان لكبار السن والمرضى.
كفارة صيام شهر رمضان 2025 للمرضى وكبار السن
يتفق العلماء أن
لكبار السن والمرضى، هو إطعام مسكينًا عن كل يوم، حيث أكد جمهور الفقهاء من المذاهب المالكية والشافعية والحنابلة أن إخراج النقود لا يجزئ في أداء فدية الصوم، بل يجب إخراج طعام، استنادًا إلى قوله تعالى: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ” (البقرة: 184)
كفارة صيام شهر رمضان 2025 للمرضى وكبار السن
حيث روى ابن عباس رضي الله عنهما حديثًا يفيد بأن “الشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَالْمَرْأَةَ الْكَبِيرَ لا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا، فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا”؛ وقد نقل هذا الحديث عن طريق البخاري (4505).
وبهذا يخرج الكبير أو المريض الذي لا يُرجى شفاؤه يوميًا نصف صاعٍ من البر أو التمر أو الأرز أو ما يعادله من قوت البلد، مما يُقدر بحوالي كيلو ونصف تقريبًا، كما يُمكن تجميع الكفارة وإنفاذها في نهاية الشهر، بحيث يكون المبلغ الإجمالي معادلًا لـ45 كيلوغرامًا من الأرز، أو يمكن إعداد وجبة ودعوة المساكين إليها، كما كان عليه فعل أنس رضي الله عنه.
وفيما يتعلق بخروج الفدية نقدًا، فقد بيَّن الفقهاء أنه إذا أُخرجت النقود استنادًا إلى رأي بعض العلماء فلا يُلزَم بإعادتها، أما إن قُمت بذلك بنفسك، فإن الواجب هو إعادة إخراجها، وهو الحل الأحوط والأبرأ.
حكم الإفطار عمدًا في رمضان
يتفق العلماء على أن يُعد من الكبائر، ويتوجب على المسلم الذي يفطر عن عمد أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا،بالإضافة إلى قضاء اليوم الذي أفطره، لأن الصيام فريضة فرضها الله على كل مسلم بالغ عاقل في هذا الشهر الفضيل، وعلى المسلم أن يمتنع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب إلا إذا وُجد لديه عذر شرعي يُبرر الإفطار.
كفارة الإفطار عمدًا في رمضان
تختلف آراء العلماء حول كفارة الإفطار عمدًا في رمضان بناءً على سبب الإفطار وما إذا كان مبنيًا على عذر شرعي أم لا، فقد أجمع الفقهاء على أنه إذا أفطر المسلم عمدًا دون عذر شرعي فإن الواجب عليه هو قضاء اليوم فقط، دون كفارة إضافية، إلا في حال كان الإفطار نتيجة للجماع، ففي حالة الجماع في نهار رمضان، تُفرض عليه كفارة إضافية.
كفارة صيام شهر رمضان 2025 للمرضى وكبار السن
كفارة الإفطار بسبب الجماع
إذا كان الإفطار ناتجًا عن الجماع خلال نهار رمضان، فيجب على الشخص التوبة إلى الله، وقضاء اليوم الذي أفطره، بالإضافة إلى أداء الكفارة، وتتمثل الكفارة في صيام شهرين متتابعين، وإذا تعذر عليه الصيام فيمكنه أن يُطعم ستين مسكينًا، وهو ما يستند إليه في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهُ صِيَامُ الدَّهْرِ” (رواه البخاري).
التوبة وقضاء اليوم
بعيدًا عن قضاء اليوم الذي أفطر فيه، يُشدد العلماء على ضرورة توبة المسلم توبةً نصوحًا، تشمل الاعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إليه، ويقول الله تعالى في محكم تنزيله: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).
الفرق بين الإفطار بسبب الأكل والشرب والجماع
هناك اختلاف واضح في الأحكام تبعًا لنوع الإفطار، فإذا كان الإفطار بسبب الأكل أو الشرب فقط، فإن المطلوب هو قضاء اليوم الذي تم الإفطار فيه دون كفارة إضافية، أما إذا كان الإفطار بسبب الجماع، فيتوجب عليه المسلم قضاء اليوم مع أداء الكفارة المتمثلة في صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا في حال تعذر الصيام.
ويجب على المسلمين تجنب إلا في الحالات التي يجيزها الشرع، مثل السفر أو المرض أو غيرها من الأعذار الشرعية، وإن التهاون في هذا الأمر قد يؤدي إلى ارتكاب ذنبٍ عظيم يستوجب التوبة والندم على ما فات.