قال الخبير العسكري راشد معروف أن كلّ التوقعات والتحليلات للمرحلة المقبلة في اليمن تشير إلى تصعيد كبير قادم ولا يوجد أي مؤشرات للسلام.
واضاف بأنه من الطبيعي جدًا، إذا اندلعت المعارك الميدانية لإستعادة صنعاء والحديدة، وباقي المحافظات، أن تكون هناك مواجهات عنيفة. فالوضع في اليمن يختلف تمامًا عن ما حدث في سوريا، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها أن سوريا كانت خاضعة لسيطرة جيش نظامي، بينما في اليمن تتواجد جماعات مسلحة غير نظامية.
وتابع أن الفرق بين الجيش النظامي والمليشيات المسلحة كبير جدًا؛ فحينما يسقط القادة أو ينهار رأس الهرم في الجيش النظامي، غالبًا ما تتفكك القوة بأكملها. وهذا ما شاهدناه في العديد من المعارك. أما في اليمن، فإن الجماعات المسلحة تقاتل بأسلوب مختلف، يعتمد على حرب الشوارع والتكتيكات غير التقليدية، بالإضافة إلى دافع فكري وعقائدي، يجعلهم يقاتلون حتى النهاية في كثير من الأحيان.
وأوضح أن تحرير المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعات يتطلب مواجهات مكلفة، وقد رأينا ذلك في المعارك السابقة أن الخسائر البشرية تكون مرتفعة بسبب غياب التقييم الواقعي لقوة الخصم، من قبل المليشيات العقائدية وغياب أساليب المناورة والإنسحاب التكتيكي حين تكون المواجهة خاسرة، فالمليشيات لا تستطيع تقييم الوضع الميداني ولا تعرف شيئا عن مبادئ الحرب، ومتى تستخدم مبدأ المناورة، وجربنا ذلك معهم على الأرض ونعرف كل شيء عنهم، فهؤلاء بالنسبة لهم سلامة الأفراد والشباب المغرر بهم آخر اهتماماتهم.
ولفت أن البعض قد ينطلق من دافع ديني أو معتقدات بأنهم يحظون بدعم إلهي مباشر، وأن قلة قليلة يمكن أن تنتصر على قوة كبيرة. ولكن هذا النوع من التفكير، والحسابات الدينية، بعيدة كل البعد عن الواقع، خاصة عندما تكون الأطراف جميعها تدعي تمثيل الحق، ويعتقد كل طرف بأن الله معه.
واختتم: لا يمكن لأي طرف أن يحتكر الموقف الإلهي، أو يفترض أن الدعم الإلهي حتمي في معارك ذات طابع سياسي أو سلطوي. من المهم جدًا أن ندرك خطورة المرحلة القادمة، ونكثف التوعية للشعب بضرورة تجنب الإنجرار إلى ساحات القتال مع أي مليشيات مسلحة تحارب تحت أي مبررات وشعارات وهمية، حفاظًا على الأرواح والمجتمع. وقد أُعذر من أنذ.