الرئيسيةشؤون محليةسيناريوهات نارية لحسم المواجهة الأمريكية في اليمن
شؤون محلية

سيناريوهات نارية لحسم المواجهة الأمريكية في اليمن

مع تصاعد وتيرة الضربات الأمريكية على مواقع المليشيات الحوثية منذ منتصف مارس الماضي، كشف المحلل السياسي اليمني عبد الناصر المودع عن ستة سيناريوهات محتملة قد تفضي إلى إنهاء الحملة العسكرية الجارية، مشيرًا إلى أن وقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن هو الغاية الأساسية من هذه العمليات.

السيناريو الأول والأكثر ترجيحًا – بحسب المودع – يتمثل في التوصل إلى تفاهم مباشر أو عبر وسطاء مع الحوثيين، تتعهّد بموجبه الجماعة بوقف استهداف الملاحة مقابل إنهاء الضربات الأمريكية.

وهو الخيار الأسرع والأقل تكلفة، ويتناغم مع أسلوب ترامب القائم على تحقيق نتائج “خاطفة” دون الغرق في مستنقعات طويلة. غير أن تعنّت الحوثيين حتى الآن قد أحبط هذا المسار مؤقتًا.

السيناريو الثاني، الأخطر عسكريًا، يقوم على شلّ القدرات الهجومية للحوثيين عبر استهداف الصواريخ والطائرات المسيّرة ومراكز التجميع. غير أن طبيعة توزيع هذه الأسلحة وصعوبة تحديد مواقعها بدقة يجعل من تحقيق هذا الهدف تحديًا لوجستيًا واستخباراتيًا ضخمًا.

في المقابل، السيناريو الثالث يُعد الأقوى من حيث التأثير، إذ يتمثل في شنّ هجوم بري واسع بدعم أمريكي مباشر، يهدف إلى القضاء على الحوثيين عسكريًا وسياسيًا. لكنه خيار مستبعد في الوقت الحالي، نظرًا لتحفّظ ترامب على إرسال قوات برية، والرفض الإقليمي لأي تحرك يخل بالتوازنات الحالية في اليمن.

السيناريو الرابع أكثر قابلية للتحقق، ويركّز على تقليص النفوذ الجغرافي للحوثيين عبر دفعهم للخروج من مناطق استراتيجية مثل الحديدة والجوف ومأرب والبيضاء. ويهدف هذا الضغط إلى دفع الجماعة نحو التراجع دون الحاجة إلى مواجهة شاملة.

أما السيناريو الخامس، فيعتمد على عقد صفقة سياسية تضمن للحوثيين اعترافًا ضمنيًا ببعض السيطرة الميدانية مقابل وقف العمليات العدائية. وهو حل يتماشى مع نهج ترامب القائم على “الصفقات لا المعارك”، ويمنح الجماعة وإيران مخرجًا مشرفًا، يُسوّق كإنجاز إعلامي واستراتيجي.

لكن الأكثر إثارة يبقى السيناريو السادس، والذي يربط الملف اليمني مباشرة بجبهة غزة، من خلال هدنة محتملة في القطاع تؤدي إلى تهدئة تلقائية من الحوثيين، يمنحهم الفرصة لادّعاء النصر الأخلاقي والاستجابة “المقاومة”، بينما تُقدّمه واشنطن كنجاح دبلوماسي.

وفي تصعيد لافت، لم يستبعد المودع أن يكون اغتيال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أحد الأهداف المطروحة بقوة، على غرار ما فعله ترامب مع البغدادي وسليماني، ليستخدم الحدث كورقة ضغط و”نصر أمريكي مدوٍّ”، لكن خبرة الحوثيين في التخفي وتضاريس اليمن المعقدة قد تصعّب هذا المسار