تُعد مصر الدولة العربية الوحيدة التي تمتلك احتياطيات ضخمة من معدن الثوريوم، وهو عنصر ثمين وواعد يمثل مستقبل صناعة الطاقة النووية. يُشير الخبراء إلى أن الثوريوم قد يزيح اليورانيوم من صدارة المشهد النووي العالمي، مما سيُحدث تحولًا كبيرًا في الاقتصاد المصري إذا استغلت البلاد هذه الموارد النادرة بشكل فعال.
التوجه العالمي نحو الثوريوم ونهضة الاقتصاد المصري
معدن الثوريوم يتمتع بخصائص فريدة تجعل منه خيارًا استراتيجيًا لمستقبل الطاقة النووية. بفضل احتياطات الثوريوم التي تُقدر بـ380 ألف طن، تحتل مصر مكانة مميزة على الخريطة الاقتصادية العالمية. في حال بدأ العالم فعليًا الاعتماد عليه كبديل لليورانيوم، قد تشهد مصر طفرة اقتصادية كبيرة، تتجاوز في أهميتها الاعتماد على النفط.
احتياطيات الثوريوم في العالم
وفقًا لتقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، يبلغ إجمالي احتياطيات الثوريوم حول العالم 6.4 مليون طن موزعة عبر عدة دول. تشمل أبرز الاحتياطات:
- الهند: 850 ألف طن
- البرازيل: 630 ألف طن
- مصر: 380 ألف طن
- أستراليا والولايات المتحدة: 600 ألف طن لكل منهما
- تركيا: 374 ألف طن
ما هو معدن الثوريوم؟
الثوريوم معدن طبيعي فضي اللون يتميز بنشاط إشعاعي طفيف. يُستخدم الثوريوم-232 كوقود نووي فعال بعد معالجته وتحويله إلى اليورانيوم-233، مما يمنحه القدرة على توليد طاقة تفوق اليورانيوم بنسبة تصل إلى 200 مرة. يتم استخراجه من معدن المونازيت الذي يحتوي على فوسفات الثوريوم بنسبة عالية تصل إلى 12%.
لماذا يُعد الثوريوم الخيار الأفضل للطاقة النووية؟
- طاقة أعلى: يوفر الثوريوم طاقة أكبر من اليورانيوم مما يعزز كفاءة المفاعلات النووية.
- أمان أكبر: مفاعلات الملح المنصهر العاملة بالثوريوم تُقلل من خطر الحوادث النووية.
- نفايات مشعة أقل: يولد الثوريوم نفايات مشعة بنسبة أقل مقارنة باليورانيوم.
- عدم الحاجة للتبريد بالماء: يمكن تشغيل مفاعلات الثوريوم في المناطق القاحلة دون الحاجة إلى موارد مائية ضخمة.
مستقبل مصر مع الثوريوم
بالإضافة إلى استخدام الثوريوم في المفاعلات النووية، يمكن أن يُسهم المعدن في تعزيز الابتكار العلمي والبحثي داخل مصر. مع توجيه استثمارات مناسبة في استخراجه وتطويره، قد تصبح مصر أحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الطاقة النووية العالمية.