الرئيسيةمنوعاتمنطقة محمية تتحدى التحديات البيئية وتغيّر خريطة السعودية الطبيعية
منوعات

منطقة محمية تتحدى التحديات البيئية وتغيّر خريطة السعودية الطبيعية

منطقة محمية تتحدى التحديات البيئية وتغيّر خريطة السعودية الطبيعية

في قلب الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، تنبض “محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية” كرمز حي للتوازن البيئي والثقافي، وتمتد على مساحة 24,500 كيلومتر مربع، لتربط بين مشاريع طموحة مثل “نيوم”، و”البحر الأحمر”، و”العلا”، في انسجام بيئي ساحر بين اليابسة والماء.

ورغم أنها تمثل أقل من 1% من أراضي المملكة، فإنها تحتضن أكثر من نصف الأنواع الحية المحلية، ما يجعلها واحدة من أغنى المناطق بالتنوع الحيوي في الشرق الأوسط، بفضل جهود شبابية رائدة تكرّس وقتها لحماية الطبيعة والثقافة.

نساء من قلب الأرض… رائدات الحماية البيئية

تزامنًا مع “اليوم العالمي للمفتش البيئي”، تشهد المملكة صعود جيل جديد من حماة البيئة، حيث تؤدي النساء دورًا محوريًا غير مسبوق. أندرو زالوميس، الرئيس التنفيذي للمحمية، يكشف أن 30% من طلبات التوظيف التي تجاوزت 40 ألف طلب كانت من النساء، واليوم تشكل النساء 34% من الفريق الفعلي، متفوقات بذلك على المعدلات العالمية التي لا تتعدى 11%.

هذا التمكين البيئي للمرأة السعودية يتناغم مع أهداف رؤية المملكة 2030، ويعكس تحولًا نوعيًا في النظرة المجتمعية والمهنية لدور المرأة في حماية البيئة.

من الطفولة إلى الريادة… قصة انتصار البلوي

من قرية “الفارعة” النائية، تنطلق قصة انتصار البلوي، المفتشة البيئية الملهمة، التي اختارت أن تحول ذكريات الطفولة مع والدها في البر إلى التزام مهني عميق. تصف عملها بأنه رسالة تتجاوز التقارير والمخالفات، لتصبح مسؤولة عن حماية كل ما يرمز للحياة والثقافة في هذه الأرض: نقوش تاريخية، حيوانات نادرة، ونباتات مهددة بالانقراض.

واجهت انتصار وزميلاتها تحديات اجتماعية لا يُستهان بها، وخاصة في بداياتهن، حيث لم يكن دور المرأة في التفتيش البيئي مألوفًا. ومع الإصرار والتميز، تغيّرت النظرة وارتفعت أصوات الفخر بالمشاركة النسائية في هذا القطاع الحيوي.

رسالة الجيل الجديد: حماية البيئة مسؤولية الجميع

تؤمن البلوي بأن حماية البيئة ليست مجرد وظيفة، بل واجب أخلاقي يرتبط بتاريخ الأرض وسكانها، وتسعى إلى ترسيخ هذا المفهوم في الأجيال المقبلة. وتوجه رسالة إلى الشابات السعوديات بأن الشغف والإرادة هما طريق النجاح مهما كانت البدايات صعبة، وأن لكل فرد دورًا في صون هذا الإرث للأجيال القادمة.