في سنواتها الأخيرة، اختارت الفنانة تحية كاريوكا أن تنسحب من الأضواء وتودّع عالم الفن، بعدما أثقلتها أمراض الشيخوخة. اتجهت نحو الروحانيات، وأصرّت على أداء فريضة الحج، وهناك وقعت لحظة غير متوقعة غيّرت مجرى حياتها.
لقاء غير عادي وسط الزحام
في رحاب مكة، لمحَت تحية الشيخ محمد متولي الشعراوي وسط الحشود، فاندفعت نحوه تناديه، لكنه لم يرد. اقتربت منه وعرفته بنفسها، فقد غيّر الحجاب ملامحها. حين تأكد من هويتها، مازحها قائلاً: “لو كنت عرفتك، كنت جئت إليك رأسًا وليس رقصًا”، ثم دعا لها بالهداية والقبول.
علاقة روحية تتجاوز النصيحة
لم يكن اللقاء عابرًا، بل أصبح بداية لعلاقة إنسانية عميقة. اتفقا على التواصل المستمر، وكانت تحية تلجأ إليه في كل أمر، تطلب منه المشورة والدعم، حتى أصبحت العلاقة بينهما أقرب إلى العائلية.
عطية من السماء
في أحد الأيام، وجدت تحية طفلة رضيعة أمام باب منزلها، ملفوفة في قطعة قماش. اتصلت بالشيخ الشعراوي تسأله عن التصرف المناسب، فأجابها: “خذيها، هذه عطية من الله لكِ”. فتبنت الطفلة وأطلقت عليها اسم “عطية”، وكرّست حياتها لرعايتها. وقبل رحيلها، أوصت الفنانة فيفي عبده بتكملة المشوار وتربية الطفلة، وهو ما تحقق بالفعل
