شهدت الساحة الإعلامية تفاعلًا واسعًا مؤخرًا بعد أن أثار الفريق كامل الوزير، وزير النقل المصري، مقارنة مباشرة بين تكلفة مشروعات الطرق في مصر والمملكة العربية السعودية. هذه التصريحات دفعت المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، لتقديم رد غير مباشر لكنه كان حاسمًا.
الوزير المصري يفتح ملف البنية التحتية بتحدٍ علني
في مداخلة تلفزيونية، أكد الوزير المصري أن بلاده تنفذ مشروعات طرق بمعايير جودة عالية وبتكاليف أقل من دول أخرى، مشيرًا بشكل خاص إلى السعودية. ولم يكتفِ بذلك، بل تحدى أي جهة استشارية عالمية لمراجعة هذه البيانات، معربًا عن استعداده لتحمل تكلفة الاستشاري بنفسه، في دلالة على ثقته الكبيرة في دقة الأرقام التي تقدمها الحكومة المصرية.
رد “iPossible” من تركي آل الشيخ ينهي الجدل
جاء رد تركي آل الشيخ مختصرًا وذكيًا عبر حسابه الرسمي: “لا تعليق… السعودية iPossible”. هذه الجملة القليلة حملت معاني عميقة، ملمحة إلى أن المملكة تفضل أن تتحدث إنجازاتها عن نفسها، وأن ثقتها في قدراتها لا تحتاج إلى تبرير أو مقارنات مباشرة مع أي طرف آخر. كان الرد بمثابة إغلاق سريع ومبهر للجدل.
الوزير يوضح أبعاد الميزانية وتحديات التمويل
من جانبه، استمر الفريق كامل الوزير في توضيح وجهة نظره بخصوص تكاليف الطرق، موضحًا أن الميزانية المخصصة لقطاع النقل تتراوح بين 20 إلى 40 مليار جنيه مصري، بينما يتجاوز الاحتياج الحقيقي لهذا القطاع 60 مليار جنيه. كما أكد أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعمل جنبًا إلى جنب مع الجهات المدنية، ولا تتمتع بأي امتيازات استثنائية، بل تخضع لنفس معايير المحاسبة المطبقة على باقي شركات المقاولات.
قراءة بين السطور: رسائل سياسية واقتصادية
رغم بساطة رد آل الشيخ، إلا أنه عكس موقفًا سعوديًا غير مباشر يؤكد أن تجربة المملكة في تطوير البنية التحتية تستند إلى رؤية شاملة واستثمار مدروس، بعيدًا عن أي سجالات إعلامية قد تظهر. في المقابل، بدا أن تصريحات الوزير المصري هي محاولة للدفاع عن شفافية الأداء الحكومي في ظل انتقادات متزايدة من الرأي العام حول كفاءة الإنفاق العام. هذا التفاعل يسلط الضوء على حساسية المقارنات بين الدول في المجالات التنموية، وكيف يمكن للخطاب الرسمي أن يكون له تأثيرات أوسع من مجرد تبادل للآراء.