في تصريح لافت، أكدت الدكتورة غدير مليباري، أستاذ تعليم اللغة الإنجليزية، أن الطفل قادر على اكتساب حتى خمس لغات خلال المراحل المبكرة من عمره، دون أن يؤثر ذلك سلبًا على لغته الأم، بشرط وجود توازن تربوي وتعليمي بين اللغات.
التعدد اللغوي لا يربك الطفل
وخلال مداخلة مع قناة “الإخبارية”، أوضحت مليباري أن تعليم الطفل أكثر من لغة لا يؤدي إلى تشويش لغوي كما يعتقد البعض، بل يمكن أن يعزز من قدراته الإدراكية واللغوية، إذا تم ذلك في بيئة تعليمية متوازنة.
وأضافت أن الأطفال في سن مبكرة يمتلكون مرونة ذهنية عالية، تجعلهم قادرين على التمييز بين اللغات المختلفة، والتفاعل معها بشكل طبيعي، خاصة إذا تم تقديمها في سياقات حياتية متنوعة.
بيئة متعددة اللغات = عقل أكثر ذكاءً
تشير دراسات حديثة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لأكثر من لغة في المنزل أو المدرسة، يطورون مهارات معرفية أعلى، مثل:
- التركيز والانتباه
- المرونة في التفكير
- القدرة على حل المشكلات
- الوعي الثقافي والتواصل الاجتماعي
وفي بعض المجتمعات متعددة اللغات مثل غانا، يتحدث الأطفال ما بين لغتين إلى ست لغات بحلول سن الرشد، نتيجة لتنوع المدخلات اللغوية من الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام.
كيف نُعلّم الطفل لغات متعددة بنجاح؟
لتحقيق أفضل النتائج، ينصح الخبراء بـ:
- البدء مبكرًا: السنوات الأولى من عمر الطفل هي الأنسب لتعلم اللغات
- التعرض المنتظم: تخصيص وقت كافٍ لكل لغة على حدة
- التفاعل الطبيعي: استخدام اللغة في مواقف حياتية حقيقية
- الدعم العاطفي: تشجيع الطفل على استخدام اللغة دون خوف من الخطأ
- الاستمرارية: الحفاظ على استخدام اللغة بشكل يومي
تعليم الطفل أكثر من لغة ليس عبئًا، بل فرصة ذهبية لتعزيز ذكائه وتوسيع آفاقه. ومع التوجيه الصحيح، يمكن للطفل أن ينمو وهو يتحدث عدة لغات بطلاقة، دون أن يفقد هويته اللغوية أو الثقافية.