استفاق سكان شمال فلسطين المحتلة على مشهد غير مألوف: مياه بحيرة طبريا، أو كما تُعرف ببحيرة الجليل، اكتست بلون أحمر داكن، أثار الذهول والجدل. لم يكن مجرد تغير في درجات اللون، بل تحول بصري صادم دفع البعض إلى التساؤل: هل نحن أمام ظاهرة طبيعية أم رسالة كونية غامضة؟
صور تثير الجدل
مع انتشار الصور ومقاطع الفيديو عبر منصات التواصل، انقسمت الآراء بين من رأى في المشهد علامة من علامات الساعة، ومن اعتبره دليلاً على اضطرابات بيئية خطيرة. بينما أكد العلماء أن ما حدث هو نتيجة طبيعية لظاهرة بيئية تعرف باسم الازدهار الطحلبي.
التفسير العلمي: طحالب دقيقة وراء اللون الأحمر
أوضحت جهات علمية أن السبب يعود إلى تكاثر نوع من الطحالب الدقيقة التي تنتج صبغات حمراء مثل الأستاكسانثين والبيتا كاروتين. هذه الطحالب تنشط في ظروف معينة، مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة سطوع الشمس، مما يؤدي إلى تلون المياه بشكل مؤقت.
هل هناك خطر على الصحة؟
بحسب المختصين، فإن هذه الطحالب لا تطلق سمومًا ضارة في هذه الحالة، ولا تشكل تهديدًا مباشرًا للصحة العامة. ومع ذلك، قد تؤثر على رائحة المياه أو توازن النظام البيئي في البحيرة.
الرمزية الدينية: بين النبوءات والأساطير
اللون الأحمر في بحيرة طبريا يحمل رمزية دينية قوية، خاصة في منطقة مشبعة بالتراث الروحي:
- في العهد القديم، تحول المياه إلى دم كان إحدى الضربات التي أصابت مصر.
- في سفر الرؤيا، ورد ذكر تحول البحار إلى دم كعلامة من علامات نهاية الزمان.
- في بعض القراءات الإسلامية، تُربط بحيرة طبريا بجفافها كعلامة على اقتراب خروج يأجوج ومأجوج، رغم عدم وجود نص صريح يربط اللون الأحمر بهذه النبوءة.
الواقع البيئي: هل تقترب البحيرة من الجفاف؟
عاد الحديث عن منسوب المياه في البحيرة إلى الواجهة. يُستخدم مصطلح “الخط الأسود” للإشارة إلى أدنى مستوى تاريخي وهو 214.4 متر تحت سطح البحر. في عام 2001، وصل المنسوب إلى 214.87 متر دون أن تجف البحيرة. أما الآن، فالمنسوب يبلغ 211.3 متر، أي أعلى بعدة أمتار، لكن التراجع مستمر.
أسباب انخفاض المنسوب
- تراجع الأمطار الموسمية.
- الاستهلاك البشري المتزايد.
- التغيرات المناخية التي تؤثر على مصادر المياه الطبيعية.