شهدت محافظة الخبر مؤخراً واقعة صحية أثارت اهتماماً واسعاً بين المواطنين والمقيمين، بعد أن أغلقت الجهات الرقابية أحد أشهر المطاعم في المنطقة، عقب تسجيل حالات تسمم غذائي بين عدد من زبائنه. ورغم أن الحالات المصابة وُصفت بأنها مستقرة، فإن الحادثة أعادت تسليط الضوء على أهمية الرقابة الصارمة على المنشآت الغذائية، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تشهدها المنطقة الشرقية خلال فصل الصيف.
تحقيقات ومخالفات صحية خطيرة
فور تلقي البلاغات، باشرت الفرق التابعة للبلدية ووزارة الصحة التحقيقات، وأجرت فحوصات دقيقة على العينات الغذائية. وأظهر التقرير الرسمي وجود مخالفات متعددة، أبرزها:
- ضعف جودة التحضير والتخزين
- عدم التزام العاملين بالزي الصحي المخصص
- تحضير مواد غذائية في ظروف غير ملائمة
وبناءً على هذه النتائج، صدر قرار بإغلاق المطعم لمدة 30 يوماً، بهدف حماية المستهلكين ومنح إدارة المطعم فرصة لتصحيح الأوضاع قبل إعادة فتحه
سلامة الغذاء في ظل المناخ الحار
تأتي هذه الحادثة لتؤكد مجدداً أن سلامة الغذاء ليست أمراً يمكن التهاون فيه، خصوصاً في فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة والرطوبة، مما يزيد من احتمالية فساد الأطعمة. وتشير الدراسات إلى أن بكتيريا مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية تنشط في الأطعمة سريعة التلف، مثل الشاورما والسلطات، إذا لم تُحفظ بالشكل الصحيح.
أخصائية التغذية جواهر العبدالله أوضحت أن ترك الشاورما لأكثر من ساعتين في درجات حرارة مرتفعة يُعد بيئة خصبة لنمو البكتيريا، مما يزيد من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي
حملات رقابية مكثفة لحماية المستهلك
الجهات الرقابية في المنطقة الشرقية أكدت أن هذه الحادثة جاءت ضمن حملة تفتيش موسعة تستهدف المطاعم والمنشآت الغذائية، وتشمل:
- زيارات مفاجئة للتأكد من الالتزام بالاشتراطات الصحية
- منع تحضير الصلصات داخل المطاعم إلا وفق المواصفات المعتمدة
- توعية العاملين بأهمية النظافة الشخصية وسلامة التحضير
وتأتي هذه الإجراءات ضمن برنامج مشترك بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ووزارة الصحة، بهدف رفع مستوى الأمان الغذائي في المملكة
ردود فعل متباينة من المجتمع
انتشرت أنباء إغلاق المطعم بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتفاوتت ردود الفعل بين مؤيدين للإجراءات الرقابية ومتحفظين على تأثيرها في سمعة المطاعم الشهيرة. فبينما رحّب البعض بالشفافية والصرامة في تطبيق الأنظمة، عبّر آخرون عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تؤثر على ثقة المستهلكين.