في تطور علمي واعد، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كينت الأميركية أن تحويل فاكهة الكرز إلى مسحوق قد يحمل فوائد كبيرة لصحة الدماغ، ويُسهم في الوقاية من الخرف بشكل أكثر فعالية من تناول الفاكهة بصورتها الطبيعية.
الباحثون تعاونوا مع مزارعين محليين لتحويل الكرز إلى عدة أشكال، منها العصير واللب والمسحوق، ثم قارنوا مستويات مركب الأنثوسيانين – أحد أبرز مركبات الفلافونويد المضادة للأكسدة – في كل منها. النتائج أظهرت أن الشكل المسحوق احتفظ بأعلى نسبة من هذا المركب الحيوي، مما أدى إلى نشاط بيولوجي ملحوظ يُعزز الوظائف الإدراكية.
الكرز والفلافونويدات: تحالف طبيعي لحماية الدماغ
لطالما ارتبط الكرز بتحسين الإدراك، خاصة لدى المصابين بالخرف بدرجاته الخفيفة والمتوسطة، بفضل احتوائه على مركبات مثل الكيرسيتين والأنثوسيانين. إلا أن الدراسة الجديدة تؤكد أن معالجة الكرز وتحويله إلى مسحوق يُضاعف من تأثيره الوقائي، ويُعزز قدرة الدماغ على مقاومة التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر.
وتأتي هذه النتائج في سياق دعم علمي متزايد للفلافونويدات، حيث أظهرت أبحاث منشورة في مجلة “مضادات الأكسدة” أن تناول ست حصص إضافية يومياً من الأطعمة الغنية بهذه المركبات يُقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 28%.
نحو مستقبل أكثر وضوحاً في الوقاية
دراسة عام 2024 سلطت الضوء على ثلاثة أنواع من الفلافونويدات – الأنثوسيانين، الفلافان-3-أول، والفلافون – باعتبارها الأكثر ارتباطاً بانخفاض خطر الإصابة بالخرف. ومع تسجيل أكثر من 10 ملايين حالة جديدة سنوياً حول العالم، فإن هذه الاكتشافات تمثل خطوة مهمة نحو تطوير استراتيجيات غذائية فعالة للوقاية من هذا المرض المعقد.
ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تعزيز الوعي بأهمية التغذية الوقائية، وتوجيه الأنظار نحو الكرز كمصدر طبيعي غني بالمركبات الحيوية التي تدعم صحة الدماغ وتُبطئ من وتيرة التدهور المعرفي.