في خطوة تقنية مثيرة، تمكن أحد الهواة في مجال التكنولوجيا من استخدام ChatGPT للمساعدة في تجاوز الحماية الصارمة على جهاز لوحي قديم من نوع Panasonic ToughPad FZ-A2، مما مكّنه من تثبيت Windows 10 وLinux Mint عليه.
هذه التجربة قد تمثل بداية لمرحلة جديدة تُعيد الحياة لمجموعة كبيرة من الأجهزة المقفلة أو غير القابلة للاستخدام بسبب القيود المفروضة على البرامج الثابتة.
الحماية من إعادة التهيئة: عائق أمام إعادة الاستخدام
واجه الجهاز اللوحي المستخدم في التجربة مشكلة Factory Reset Protection (FRP)، وهي ميزة أمان تُستخدم على نطاق واسع في أجهزة أندرويد لحماية الجهاز من محاولات إعادة ضبط المصنع غير المصرّح بها. تتطلب هذه الحماية إدخال بيانات حساب المستخدم الأصلي قبل السماح بأي تغييرات جوهرية، مما يجعل إعادة تهيئة الجهاز أمرًا صعبًا في حال نسيان المالك الأول لبياناته.
في الحالات المثالية، يُفترض أن يقوم المالك السابق بإزالة القفل قبل بيع الجهاز، إلا أن هذا لا يحدث دائماً، مما يجعل هذه الأجهزة غير قابلة للاستخدام في السوق المستعملة.
كيف ساعد ChatGPT في كسر القيود؟
لم ييأس عضو منتدى XDA المعروف باسم Deskmodder من حالة الجهاز، حيث لاحظ أنه يعتمد على معالج Intel Atom X5 8550 ونظام BIOS من نوع x86 UEFI، مما فتح له الباب لمحاولة تجاوز القيود.
استعان Deskmodder بجهاز بسيط يُعرف بـ CH341A BIOS programmer، إلى جانب ChatGPT، لتنفيذ خطوات دقيقة لفك قفل الجهاز.
بدأت العملية بنسخ محتوى BIOS من الجهاز باستخدام مبرمج CH341A، ثم رفع الملف إلى ChatGPT وطلب تعطيل ميزة Secure Boot وإزالة المفاتيح الرقمية الخاصة بالشركة المصنعة.
بعد ذلك، قام بإعادة كتابة BIOS المعدل إلى اللوحة الأم للجهاز، وجرّب تشغيله… وقد نجح بالفعل
تثبيت أنظمة تشغيل حديثة
بعد نجاح عملية التعديل، بدأ Deskmodder في تثبيت Linux Mint على الجهاز، وهي خطوة مثيرة نظرًا لتقدم عمر الجهاز ومحدودية مواصفاته.
لكن المغامرة لم تتوقف هنا، إذ تابع لاحقًا وتمكّن من تثبيت Windows 10 أيضًا. وعلى الرغم من استمرار بعض مشكلات التعريفات، فإن الجهاز أصبح عمليًا ويعمل بكفاءة مع نظامي تشغيل حديثين.
أبعاد أوسع وفرص مستقبلية
تفتح هذه التجربة الباب أمام إمكانية توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة تأهيل الأجهزة المقفلة أو المهملة. فأسواق الأجهزة المستعملة مليئة بالحواسيب المحمولة القديمة، خصوصًا تلك التي تعود ملكيتها سابقًا لشركات أو مؤسسات، وغالبًا ما تكون هذه الأجهزة محمية بكلمات مرور للـ BIOS أو أنظمة حماية أخرى يصعب تجاوزها.
يمكن فتح بعض هذه الأجهزة باستخدام أدوات معروفة، ولكن الكثير منها لا يزال غير قابل للفتح أو لا توجد له حلول موثوقة حتى الآن.
وهنا، يظهر الذكاء الاصطناعي كأداة جديدة يمكن أن تساعد في كسر هذه الحواجز، ما دامت تُستخدم في سياق قانوني وأخلاقي.
ما بين الذكاء الاصطناعي والهندسة العكسية
تكمن أهمية هذه التجربة في أنها جمعت بين أدوات بسيطة مثل CH341A، وأداة متقدمة مثل ChatGPT، للوصول إلى حل لم يكن متاحًا من قبل. لا توجد حتى الآن معلومات على الإنترنت تشرح الطريقة ذاتها التي استخدمها Deskmodder، مما قد يجعله أول من نجح في ذلك، بحسب زعمه.
إذا أثبتت هذه الطريقة نجاحها بشكل متكرر، فقد تشكل ثورة في سوق إصلاح وإعادة استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتخفّف من النفايات الإلكترونية المتزايدة. وبدلاً من التخلص من الأجهزة المقفلة، يمكن اليوم التفكير في إعادتها للحياة بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
مستقبل التقنية وإعادة تدوير الأجهزة
أظهرت تجربة Deskmodder كيف يمكن للتقنية أن تعيد صياغة الواقع، حتى مع الأجهزة التي يُعتقد أن صلاحيتها قد انتهت. ومع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، وازدياد قدراتها في فهم تركيب الأنظمة المعقدة مثل BIOS وUEFI، قد نرى مستقبلاً تقنيات مماثلة تُستخدم على نطاق أوسع، لإعادة تدوير الأجهزة بطرق مبتكرة ومستدامة.