في مراجعة علمية شاملة شملت نحو 150 دراسة بحثية، توصل فريق من العلماء إلى نتائج مثيرة بشأن العلاقة بين استهلاك القهوة ومرض السكري من النوع الثاني، ما قد يغيّر النظرة التقليدية لهذا المشروب الشائع عالميًا.
🧪 القهوة ومركباتها النشطة: أكثر من مجرد كافيين
الدراسة، التي نُشرت في مجلة International Journal of Molecular Sciences، كشفت أن المركبات الفينولية في القهوة، وعلى رأسها حمض الكلوروجينيك، تلعب دورًا محوريًا في:
- تنظيم مستويات السكر في الدم
- تحسين استجابة الخلايا للإنسولين
- تقليل الالتهابات الجهازية المرتبطة بمقاومة الإنسولين
- حماية خلايا البنكرياس من التلف التأكسدي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة
☕ منزوعة الكافيين؟ نفس الفائدة!
المثير في النتائج أن القهوة منزوعة الكافيين أظهرت تأثيرات إيجابية مماثلة، ما يشير إلى أن الفوائد لا ترتبط بالكافيين وحده، بل بمجموعة معقدة من المركبات النشطة بيولوجيًا التي تعمل بتآزر لتعزيز الصحة الأيضية.
🍽️ تأثير مباشر بعد الوجبات
الدراسات قصيرة المدى أظهرت أن تناول قهوة غنية بحمض الكلوروجينيك:
- يحسن مستويات الجلوكوز بعد الأكل
- يقلل من مستويات الإنسولين الصائم
لكن هذه النتائج لا تزال غير حاسمة لدى مرضى السكري الفعليين، حيث أظهرت بعض الدراسات تناقضات، خاصة عند الإفراط في الاستهلاك.
🧬 كيف تعمل القهوة داخل الجسم؟
البحوث الجزيئية تشير إلى أن مركبات القهوة تؤثر على عدة مستويات:
- تثبيط إنزيمات هضم الكربوهيدرات في الأمعاء
- تحسين امتصاص الجلوكوز في الكبد والعضلات
- تعديل الميكروبيوم المعوي، الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم التمثيل الغذائي
- تعزيز فعالية أدوية السكري مثل الميتفورمين عند دمجها مع مركبات مثل حمض الفيروليك
⚠️ تحديات البحث والقيود
رغم النتائج الواعدة، تواجه الأبحاث تحديات كبيرة:
- تفاوت كبير في الجرعات المستخدمة (200–1200 ملغ من البوليفينولات يوميًا)
- انخفاض التوافر الحيوي لبعض المركبات
- نقص الدراسات البشرية طويلة المدى، إذ تعتمد معظم الأدلة على تجارب مخبرية أو على الحيوانات
📌 خلاصة
بينما تقدم هذه المراجعة أدلة مشجعة على الدور الوقائي المحتمل للقهوة ضد السكري من النوع الثاني، إلا أن الخبراء يؤكدون أن الاعتدال في الاستهلاك، واختيار القهوة عالية الجودة، وطريقة التحضير الصحية، تبقى عوامل أساسية للاستفادة من فوائدها دون التعرض لمخاطر مثل ارتفاع ضغط الدم أو القلق.