الرئيسيةشؤون دوليةبشرى سارة: 4 دول عربية تدخل الصين بدون تأشيرة رسميًا!
شؤون دولية

بشرى سارة: 4 دول عربية تدخل الصين بدون تأشيرة رسميًا!

بشرى سارة: 4 دول عربية تدخل الصين بدون تأشيرة رسميًا!

في خطوة دبلوماسية تعكس تحولًا استراتيجيًا، أعلنت الصين بدء تنفيذ سياسة تجريبية للإعفاء من التأشيرة لمدة عام، تشمل مواطني المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، الكويت، والبحرين. يهدف هذا القرار إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الصين ودول الخليج، ومن المتوقع أن يسهم في توسيع نطاق التعاون بين الجانبين.

تفاصيل الإجراء الجديد

بموجب السياسة الجديدة، يمكن لحاملي جوازات السفر العادية من الدول المشمولة دخول الصين بدون تأشيرة لمدة 30 يومًا، لأغراض تشمل السياحة، الأعمال، الزيارات العائلية، التبادل الثقافي، وحتى الترانزيت. ويستمر العمل بهذا الإجراء حتى 8 يونيو 2026.

دبلوماسية التأشيرات لتعزيز العلاقات

صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، أن هذا القرار يأتي ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز التعاون مع الخليج، مشيرة إلى أنه امتداد لاتفاقيات سابقة مع الإمارات وقطر منذ عام 2018. ومع انضمام السعودية وعمان والكويت والبحرين، تصبح جميع دول مجلس التعاون الخليجي مشمولة بالإعفاء من التأشيرة، مما يعكس تطور العلاقات بين الصين والمنطقة.

وأكدت ماو أن هذه السياسة تتجاوز التسهيلات الإدارية، حيث تشكل أداة لتعزيز العلاقات الثنائية عبر التجارة والثقافة، في إطار توجه صيني نحو زيادة الارتباط الاقتصادي في الشرق الأوسط.

انعكاسات اقتصادية وتوسع في السفر

لاقى القرار ترحيبًا واسعًا في أوساط قطاع الأعمال والسياحة، خاصة مع وجود أكثر من 22 رحلة أسبوعية مباشرة بين السعودية والصين، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد خلال الفترة المقبلة. وأشادت بيجي لي، الشريك الإداري في شركة SPS Affinity في دبي، بهذه الخطوة، مشيرة إلى أنها ستؤدي إلى سهولة أكبر في الوصول، مما يعزز الشراكات الاقتصادية، لا سيما في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.

وتشير التقديرات إلى زيادة عدد الزوار الخليجيين للصين بنسبة 50% بفضل هذه السياسة، مقارنة بالارتفاع السنوي السابق البالغ 25%، مما يؤكد نجاح الصين في جذب المستثمرين والسياح من منطقة الخليج.

الصين وجهة رئيسية للمسافرين الخليجيين

من جانبه، أشار د. جيمس مورجان، مدير عام شركة “جدارة للاستشارات” في الرياض، إلى أن الصين باتت وجهة مفضلة للمسافرين الخليجيين، بفضل كونها صديقة للحلال، حيث توفر خيارات طعام حلال وتجارب ثقافية إسلامية. كما أنها مركز عالمي للتجارة والمعارض الدولية، مما يجعلها وجهة مثالية لرجال الأعمال.

كما أكد مورجان أن مدن كبرى مثل بكين، شنغهاي، وتشنغدو أصبحت مراكز جذب رئيسية للاستثمارات الخليجية، بفضل البنية التحتية المتطورة التي تلبي احتياجات المستثمرين وتنظيم الفعاليات الدولية.

تعزيز الربط الجوي بين الخليج والصين

مع بدء تنفيذ هذا القرار، بدأت شركات الطيران الخليجية التنسيق مع نظيراتها الصينية مثل الخطوط الجوية الصينية والشرقية لتوسيع الرحلات نحو مدن الدرجة الثانية مثل شنتشن وهانجتشو، مما يعزز الربط بين الجانبين ويُسهّل تنقل رجال الأعمال والسياح.

دبلوماسية التأشيرات كأداة استراتيجية

لا تقتصر سياسة الإعفاء من التأشيرة على تسهيل السفر فقط، بل تُستخدم كأداة دبلوماسية لتعزيز الشراكات الاقتصادية والثقافية في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تسهم في تسريع تنفيذ المشاريع المشتركة ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الاستثمار والسياحة والخدمات.

مرحلة جديدة من التعاون

تمثل هذه السياسة نقلة نوعية في العلاقات الصينية الخليجية، حيث ترسّخ شراكات طويلة الأمد قائمة على المصالح المتبادلة. وفي حال نجاحها، قد تصبح نموذجًا عالميًا يُحتذى به، حيث تُستخدم السياسات الإدارية كأدوات لتعزيز التعاون الدولي وتوسيع العلاقات بين الدول.

هذا الإعفاء لا يمثل مجرد تسهيل في إجراءات السفر، بل هو خطوة نحو تعاون شامل بين الصين ودول الخليج، يعزز الروابط الاقتصادية والدبلوماسية، ويعكس استراتيجية أوسع للانفتاح والتكامل الدولي.