الرئيسيةشؤون دوليةترامب يثير الجدل: هل للولايات المتحدة دور في قناة السويس؟
شؤون دولية

ترامب يثير الجدل: هل للولايات المتحدة دور في قناة السويس؟

أثار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جدلاً واسعاً بتصريحاته على منصة “تروث سوشال”، حيث طالب بالسماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية، بالمرور مجاناً عبر قناتي بنما والسويس، مدعياً أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت السبب في وجودهما. لكن هل كان للولايات المتحدة دور حقيقي في إنشاء قناة السويس المصرية؟

جذور فكرة قناة السويس:

تعود فكرة ربط البحرين الأبيض والأحمر إلى العصور الفرعونية، حيث كان الفرعون سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشرة أول من فكر في إنشاء طريق غير مباشر عبر نهر النيل وفروعه. الهدف كان تعزيز التجارة وتسهيل المواصلات بين الشرق والغرب. السفن القادمة من البحر الأبيض المتوسط كانت تسير عبر النيل وصولاً إلى الزقازيق، ومنها إلى البحر الأحمر عبر البحيرات المرة التي كانت متصلة به في ذلك الوقت. آثار هذه القناة القديمة ما زالت موجودة حتى اليوم في منطقة جنيفة بالقرب من السويس.

إعادة شق القناة عبر التاريخ:

في عام 610 قبل الميلاد، امتلأت القناة بالأتربة، مما أدى إلى عزل البحيرات المرة عن البحر الأحمر. بذل الفرعون نخاو الثاني جهداً كبيراً لإعادة شق القناة، ونجح في وصل النيل بالبحيرات المرة، لكنه لم يتمكن من وصلها بالبحر الأحمر. لاحقاً، في عام 510 قبل الميلاد، حاول دارا الأول ملك الفرس تحسين القناة، لكنه لم ينجح سوى في إنشاء قنوات صغيرة صالحة للملاحة فقط خلال موسم فيضان النيل.

التاريخ الحديث لقناة السويس:

يبدأ التاريخ الحقيقي للقناة من فرمان الامتياز الأول الذي منح السياسي الفرنسي فرديناند ديليسبس حق إنشاء القناة. بدأت أعمال الحفر في 25 أبريل 1859، واستمرت لعشر سنوات، حتى انتهت في 18 أغسطس 1869. افتتحت القناة رسمياً في 17 نوفمبر 1869، بحضور شخصيات عالمية بارزة، لتصبح أحد أهم الممرات المائية في العالم.

الخلاصة:

قناة السويس هي إنجاز مصري خالص، يعود تاريخها إلى العصور القديمة، وتم تطويرها في العصر الحديث بجهود دولية، لكن الولايات المتحدة لم يكن لها أي دور مباشر في إنشائها. تصريحات ترامب حول دور أمريكا في وجود القناة تفتقر إلى الأساس التاريخي، مما يجعلها مثاراً للجدل والسخرية.