الرئيسيةشؤون دوليةلأول مرة في التاريخ: حدث فلكي مميز في سماء السعودية خلال ساعات الحج.. تفاصيل حصرية
شؤون دوليةمنوعات

لأول مرة في التاريخ: حدث فلكي مميز في سماء السعودية خلال ساعات الحج.. تفاصيل حصرية

لأول مرة في التاريخ: حدث فلكي مميز في سماء السعودية خلال ساعات الحج.. تفاصيل حصرية

تتجه الأنظار مساء اليوم نحو سماء الوطن العربي، حيث تستعد لاستضافة ظاهرة فلكية فريدة من نوعها. سيشهد الفضاء اقتراب القمر الأحدب المتزايد من أحد ألمع النجوم، وهو نجم “السماك الأعزل”، ليشكلا معًا مشهدًا بديعًا يمكن رؤيته بالعين المجردة، شريطة أن تكون السماء صافية وخالية من الغيوم.

“تلامس” سماوي واحتجاب يقتصر على مناطق محددة

سيظهر الجرمان السماويان وكأنهما يتلامسان في لوحة فنية سماوية، بفاصل ظاهري يبلغ حوالي 1.5 درجة فقط. في سياق هذا المشهد الجميل، ستحدث ظاهرة فلكية أخرى، وهي احتجاب نجم السماك الأعزل خلف قرص القمر. ومع ذلك، أكد المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذا الاحتجاب سيكون مرئيًا فقط من مناطق محدودة ونائية في نصف الكرة الجنوبي، مثل القارة القطبية الجنوبية، وبعض الأراضي الفرنسية الجنوبية، وأجزاء من جنوب جزيرة تسمانيا، بالإضافة إلى جزيرتي هيرد وماكدونالد. يُعزى عدم إمكانية رصد هذه الظاهرة في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك الوطن العربي، إلى اختلاف موقع القمر الظاهري في السماء من مكان لآخر.

السماك الأعزل: نجم لامع بنظام ثنائي

يُصنف نجم السماك الأعزل ضمن النجوم “المرتبة الأولى” نظرًا لشدة سطوعه الفائقة، مما يجعله من ألمع الأجرام السماوية المرئية. أوضح أبو زاهرة أن هذا النجم، رغم ظهوره كنقطة لامعة واحدة للعين المجردة، هو في الحقيقة نظام نجمي ثنائي يتكون من نجمين يدوران حول بعضهما البعض، ويضيف هذا التفصيل العلمي عمقًا وجمالًا للمشهد الفلكي.

الأهمية العلمية للاحتجابات الفلكية

تُعد ظاهرة احتجاب النجوم أو الكواكب خلف القمر ذات أهمية كبيرة في علم الفلك الحديث. تُستخدم هذه الظواهر في:

  • تحديد المواقع الدقيقة للنجوم: تساعد في تحسين دقة الخرائط السماوية.
  • تحسين نماذج حركة القمر: تساهم في تدقيق الحسابات الخاصة بمدار القمر حول الأرض.
  • رصد تضاريس القمر: توفر فرصًا فريدة لدراسة تفاصيل حواف القمر، مثل الجبال والفوهات، مما يفيد المهمات الفضائية والدراسات القمرية المتقدمة.

رقصة فلكية تدعو للتأمل

خلال الليل، سيلاحظ الراصدون أن القمر ونجم السماك الأعزل يتحركان معًا نحو الغرب، وهي حركة ظاهرية ناتجة عن دوران الأرض حول محورها. وفي الليلة التالية، ستظهر الحركة الحقيقية للقمر، حيث يكون قد ابتعد قليلًا نحو الشرق، في دلالة واضحة على دورانه حول الأرض.

يمثل هذا الحدث الفلكي فرصة مثالية لعشاق السماء ومحبي الظواهر الطبيعية للتأمل في سحر الكون وعجائبه، سواء باستخدام التلسكوبات أو بمجرد النظر بالعين المجردة. في ظل صفاء السماء وخلوها من السحب، يمكن للمرء أن يحظى بلحظة تواصل مع الكون، ويستشعر عظمته ودقة تنظيمه.