الرئيسيةمنوعاتمناعة ضد الموت.. كيف نجح تيم فريدي في مقاومة أخطر سموم الأفاعي؟
منوعات

مناعة ضد الموت.. كيف نجح تيم فريدي في مقاومة أخطر سموم الأفاعي؟

مناعة ضد الموت.. كيف نجح تيم فريدي في مقاومة أخطر سموم الأفاعي؟

على مدار 18 عامًا، خاض الأمريكي تيم فريدي تجربة استثنائية في عالم الطب الحيوي، حيث عمد إلى حقن نفسه بسمّ الأفاعي بشكل منتظم، بهدف تطوير علاج أكثر كفاءة ضد اللدغات القاتلة.

كانت مغامرته محفوفة بالمخاطر، لكنها حملت نتائج غير مسبوقة، إذ أظهر جسمه قدرة هائلة على مقاومة السموم، وهو ما وصفه العلماء بأنه مضاد طبيعي للسموم بلا مثيل.

كيف بدأ تيم فريدي تجربته الفريدة؟

انطلقت رحلة فريدي من شغفه الكبير بعلم السموم، حيث كان يتعامل مع الثعابين القاتلة بصفته خبيرًا في دراسة الحيوانات الزاحفة.

أدرك مبكرًا خطورة اللدغات السامة، ما دفعه إلى بناء مناعة ذاتية عبر حقن نفسه بكميات محسوبة من سم الأفاعي، ليختبر كيفية استجابة الجسم لهذا التعرض المتكرر.

في البداية، كان هدفه الأساسي هو حماية نفسه خلال عمله، لكنه لاحظ تدريجيًا تحسنًا كبيرًا في مقاومة جسده للسم، حتى أصبح قادرًا على تحمل جرعات قاتلة من أنواع متعددة من الثعابين، مثل المامبا، الكوبرا، التايبان، والكرايت.

تجارب علمية تثبت فاعلية الأجسام المضادة

بعد 700 حقنة سامة و200 لدغة مباشرة، تحوّل جسم فريدي إلى مختبر حي، حيث بدأ الباحثون في تحليل الدم الذي أصبح غنيًا بأجسام مضادة قادرة على تحييد تأثير السموم.

في تجارب أجريت على الحيوانات، تم اختبار عينات دم فريدي ضد جرعات قاتلة من السم، وكانت النتائج مذهلة، حيث أثبتت الأجسام المضادة فاعلية تمنع الموت حتى في أصعب الحالات.

إمكانية تطوير مضاد عالمي للسموم

تمثل رحلة فريدي نقطة تحول في مساعي العلماء لإيجاد علاج عالمي للدغات الأفاعي، والتي تودي بحياة 140 ألف شخص سنويًا حول العالم.

يرى الباحثون أن تحليل الدم الخاص به قد يقود إلى إنتاج مضاد فعال يمكن استخدامه في المستشفيات ومراكز الطوارئ لعلاج المصابين بلدغات الأفاعي القاتلة.

تحديات وأخطار التجربة

على الرغم من النتائج الإيجابية، فإن طريقة فريدي لم تكن خالية من المخاطر، حيث تعرض في أكثر من مناسبة لمضاعفات خطيرة كادت تودي بحياته، خصوصًا عند تلقي لدغتين متتاليتين من الكوبرا. ومع ذلك، استمر في تحدي الموت، مقتنعًا بأن جهوده قد تكون الخطوة الأولى نحو علاج ثوري ينقذ آلاف الأرواح.