في إنجاز علمي غير مسبوق، أعلن فريق من الباحثين عن تطوير تقنية طبية مبتكرة قد تُحدث تحولًا جذريًا في علاج داء السكري، وذلك من خلال طباعة جزر بنكرياسية بشرية ثلاثية الأبعاد باستخدام حبر حيوي متطور، ما يفتح الباب أمام الاستغناء عن حقن الأنسولين اليومية.
🧬 التقنية الجديدة: طباعة حيوية لجزر البنكرياس
التقنية، التي عُرضت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لزراعة الأعضاء (ESOT) لعام 2025، تعتمد على حبر حيوي مكوّن من الألجينات (مادة مستخلصة من الطحالب البنية) ممزوجة بأنسجة بنكرياسية بشرية منزوعة الخلايا. هذا المزيج مكّن العلماء من إنتاج هياكل خلوية عالية الكثافة تحاكي الجزر البنكرياسية الطبيعية، وهي المسؤولة عن إفراز الأنسولين.
🧪 نتائج واعدة في المختبر
- الجزر المطبوعة أظهرت استجابة فعالة للغلوكوز، مع إفراز منتظم للأنسولين
- نسبة بقاء الخلايا تجاوزت 90% بعد 21 يومًا من الزرع
- الهياكل حافظت على شكلها ووظيفتها دون تكتل أو تحلل
- التصميم المسامي ساعد على تحسين تدفق الأكسجين والمغذيات، مما عزز تكوين أوعية دموية جديدة
🩺 مزايا الزرع تحت الجلد
على عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على زراعة الجزر داخل الكبد، صُممت الجزر المطبوعة ليتم زرعها تحت الجلد، وهي طريقة أبسط وأقل تدخلًا، لا تتطلب سوى تخدير موضعي وشق صغير، ما يقلل من المخاطر ويزيد من راحة المرضى.
🧠 تصريحات الباحثين
قال الدكتور كوينتين بيرييه، الباحث الرئيسي في الدراسة: > “هدفنا كان خلق بيئة تحاكي البنكرياس الحقيقي لضمان بقاء الخلايا المزروعة واستمرار وظيفتها. الحبر الحيوي الذي طورناه يوفر الأكسجين والمغذيات بطريقة طبيعية”.
كما أشار إلى أن الفريق استخدم تقنية طباعة لطيفة تقلل الضغط والسرعة، للحفاظ على سلامة الجزر أثناء الطباعة.
🔬 الخطوة التالية
يعمل الفريق حاليًا على:
- اختبار الجزر المطبوعة في نماذج حيوانية
- دراسة إمكانية حفظها بالتبريد لتسهيل التوزيع
- تكييف التقنية مع خلايا جذعية أو حيوانية كمصادر بديلة لإنتاج الأنسولين
📌 خلاصة
هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في علاج السكري، ويقربنا من اليوم الذي قد يُستغنى فيه عن حقن الأنسولين تمامًا. وإذا أثبتت التجارب السريرية نجاحها، فقد يكون هذا الاختراق بداية النهاية لمعاناة الملايين حول العالم.