في حادثة طبية نادرة أذهلت الأطباء، كشفت الفحوصات عن وجود جنين متكلّس داخل بطن امرأة كولومبية تبلغ من العمر 82 عامًا، ظلّ مستقرًا في جسدها لأربعة عقود دون أن تكتشفه. الحالة، التي تُعرف طبيًا باسم “الجنين الحجري” أو Lithopedion، تُعد من أندر الظواهر في عالم الطب، حيث يتحول الجنين غير المكتمل إلى كتلة متكلسة تشبه الحجر.
كيف يحدث “التحجر الجنيني”؟
تبدأ هذه الظاهرة عندما ينمو الحمل خارج الرحم، غالبًا في منطقة البطن، دون أن يحصل الجنين على التروية الدموية اللازمة للبقاء على قيد الحياة. وعندما يتوقف نموه، يتفاعل الجسم بطريقة دفاعية لحماية الأم من العدوى، فيقوم بتغليف الجنين بطبقات من الكالسيوم، مما يؤدي إلى تحوّله إلى كتلة صلبة غير نشطة.
تفاصيل الحالة
- الوزن المكتشف: نحو 4 أرطال
- مكان التكلّس: داخل تجويف البطن
- طريقة الاكتشاف: عبر الأشعة السينية بعد شكوى من آلام الحوض
- مدة وجود الجنين: أكثر من 40 عامًا دون أعراض واضحة
ندرة الظاهرة عالميًا
وفقًا للخبراء، لم تُسجَّل سوى حوالي 300 حالة فقط حول العالم منذ بداية التوثيق الطبي لهذه الظاهرة. وعلى الرغم من أن الحمل البطني يُعد نادرًا بحد ذاته (حالة واحدة بين كل 10,000 حمل)، فإن تطور تقنيات التشخيص الحديثة ساهم في اكتشاف هذه الحالات مبكرًا، مما يمنع تطورها إلى مرحلة التحجر.
ماذا يقول الأطباء؟
أطباء النساء والتوليد وصفوا الحالة بأنها “استثنائية”، مشيرين إلى أن الجسم البشري يمتلك آليات مذهلة لحماية نفسه من الأخطار الداخلية. كما أكدوا أن مثل هذه الحالات تُظهر أهمية الفحوصات الدورية، خاصة لدى النساء اللواتي عانين من حمل غير مكتمل أو أعراض غير مفسّرة في الماضي.
خلاصة
هذه القصة ليست مجرد حالة طبية نادرة، بل تذكير بقوة الجسم البشري وقدرته على التكيّف والصمود. وبينما تواصل التكنولوجيا الطبية تطورها، تظل مثل هذه الاكتشافات تثير الدهشة وتسلّط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والرعاية الصحية المستمرة.