مع حلول شهر رمضان المبارك وازدياد أعداد المعتمرين القادمين من مختلف بقاع الأرض، شددت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على أهمية الابتعاد عن التصوير أثناء أداء مناسك العمرة، مؤكدة أن هذه العادة قد تؤثر على الأجواء الروحانية للمكان وتعيق حركة الطائفين حول الكعبة المشرفة.
يأتي هذا التنبيه في إطار حرص الجهات المختصة على تمكين ضيوف الرحمن من أداء عباداتهم في أجواء يسودها الخشوع والسكينة بعيدا عن أي مؤثرات قد تعكر صفو التجربة الإيمانية العظيمة.
العمرة رحلة روحانية تحتاج إلى حضور القلب بعيدًا عن الملهيات
أوضحت الهيئة عبر منشور رسمي على منصة (إكس) أن آلاف المعتمرين يقصدون بيت الله الحرام بشوق ولهفة لأداء مناسك العمرة، متطلعين إلى لحظات من الخشوع والروحانية بالقرب من الكعبة المشرفة، غير أن ظاهرة التصوير داخل المطاف قد تعيق هذه التجربة الإيمانية وتشتت الانتباه عن الأجواء العبادية التي يسعى إليها الجميع، كما قد تعيق حركة الطائفين وتسبب ازدحام غير مبرر داخل الحرم، مما ينعكس سلبًا على سلاسة وانسيابية أداء المناسك.
التصوير في الحرم.. بين التوثيق الشخصي وتأثيره على الآخرين
في العصر الرقمي، أصبح التقاط الصور وتوثيق اللحظات جزء لا يتجزأ من حياة الكثيرين، حيث يحرص العديد من المعتمرين على تسجيل لحظات وجودهم في المسجد الحرام ومشاركتها مع الأهل والأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الهيئة نوهت إلى أن التفرغ للعبادة خلال أداء العمرة يعد أكثر أهمية من الانشغال بالتقاط الصور، حيث أن الانغماس في هذه العادة قد يحرم المعتمر من التمتع بالأجواء الإيمانية العميقة، ناهيك عن تأثيره السلبي على بقية المصلين والمعتمرين الذين يسعون إلى التركيز في عباداتهم.
كيف يمكن الاستفادة من لحظات العمرة دون الحاجة للتصوير؟
أكدت الهيئة على أهمية استشعار قدسية المكان ولحظات العبادة الخالصة دون الحاجة إلى توثيقها بصور أو مقاطع فيديو، مشددة على أن أفضل ما يمكن أن يخرج به المعتمر من هذه الرحلة الروحانية هو الذكر والخشوع والتضرع إلى الله، بعيد عن أي عوامل قد تشتت انتباهه عن الهدف الأساسي من العمرة. كما دعت المعتمرين إلى المساهمة في تسهيل حركة الطائفين عبر تجنب الوقوف المطول لأغراض التصوير، مما يساعد على ضمان سلاسة تدفق المعتمرين في صحن المطاف دون عوائق.