في قلب جنوب شرق آسيا، وتحديدًا في تايلاند وماليزيا، برز مشروب غير تقليدي ليصبح محور اهتمام الطهاة وخبراء التغذية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. إنه شاي زهرة البازلاء الفراشية، الذي يتميز بلونه الأزرق الساحر وقدرته الفريدة على التحول إلى اللون البنفسجي بمجرد إضافة قطرات من عصير الليمون.
من الطبيعة إلى الكوب: سر اللون المتحول
يُستخلص هذا الشاي من زهور نبات Clitoria ternatea، وهو نبات استوائي موطنه الأصلي جنوب شرق آسيا. ورغم خلوه من الكافيين، إلا أن ما يميزه هو تفاعله الكيميائي مع الحمضيات، حيث يتحول لونه من الأزرق إلى البنفسجي في مشهد بصري يخطف الأنظار.
الخبيرة كاثي تشان، التي كانت من أوائل من قدموا هذا الشاي للأسواق الأمريكية، تصفه بأنه “سحر في كوب”، مشيرة إلى أن تأثيره البصري يشبه الخدع السحرية التي تثير الدهشة.
من نيويورك إلى العالم: انطلاقة عالمية
بدأت شهرة هذا الشاي تتوسع عالميًا بعد ظهوره في كوكتيل مبتكر يحمل اسم “مود رينج” في مطعم Mission Chinese Food بنيويورك. لاحقًا، تبناه طهاة عالميون مثل دومينيك أنسيل، الذي أدرجه ضمن وصفاته الحلوة، مما عزز من انتشاره في المطابخ الراقية.
مذاق غير متوقع
رغم مظهره الجذاب، فإن نكهته ليست كما يتخيلها البعض. يوصف طعمه بأنه “ترابي وخشبي”، أقرب إلى نكهة الشاي الأخضر التقليدي. وفي تايلاند، يُقدم غالبًا مع العسل وسكر النخيل والليمون، مما يمنحه توازنًا فريدًا بين النكهة والمظهر.
أكثر من مجرد مشروب
لا يقتصر استخدام زهرة البازلاء الفراشية على الشاي فقط، بل تُستخدم أيضًا كملوّن طبيعي في العديد من الأطباق، خاصة الحلويات التقليدية مثل “بولوت إنتي”، وأطباق الأرز الملونة التي تشتهر بها المطابخ الآسيوية.
بين الفوائد والادعاءات
ورغم شعبيته المتزايدة، يواجه هذا الشاي موجة من التساؤلات حول الفوائد الصحية المنسوبة إليه، مثل تحسين النظر، تقوية الشعر، وتعزيز الخصوبة. حتى الآن، لم تثبت هذه الادعاءات علميًا، مما يفتح باب النقاش حول مدى دقة المعلومات المتداولة.
