أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة اليمنية، الخميس، تعهدها باتخاذ إجراءات عقابية إضافية ضد جماعة الحوثي في حال استئناف هجماتها البحرية في البحر الأحمر أو استهدافها إسرائيل.
جاء ذلك في تصريحات للقائمة بأعمال الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، التي حذرت الجماعة من عواقب استمرار “هجماتها المتهورة”، مع تأكيدها على ضرورة وقف الدعم الإيراني للحوثيين.
وقالت شيا أمام أعضاء مجلس الأمن: “سنتخذ إجراءات ضد الحوثيين إذا عاودوا هجماتهم في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة به، أو استهدفوا إسرائيل”، مشيرة إلى أن إعادة تصنيف واشنطن للحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، واستخدام سلاح العقوبات، يهدف إلى “حرمانهم من الإيرادات غير المشروعة وخفض قدراتهم القتالية، مع الحفاظ على المساحة اللازمة لدعم المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم”.
إجراءات ضد إيران وضغوط على مجلس الأمن
أضافت الدبلوماسية الأمريكية أن الولايات المتحدة تعتزم اتخاذ خطوات إضافية ضد إيران، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة، لإجبارها على وقف توريد الأسلحة والدعم للحوثيين، وذلك تنفيذاً لمذكرة الأمن القومي التي أصدرها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تهدف إلى فرض “أقصى ضغط” على طهران.
وأكدت أن استمرار إيران في تسليح الحوثيين يُعتبر انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن، داعية جميع الدول الأعضاء إلى تحمل مسؤولياتها عبر الامتثال لحظر تصدير الأسلحة والمواد العسكرية للجماعة.تعزيز آلية التفتيش ومواجهة الانتهاكات الإنسانية
وأبرزت شيا ضرورة تعزيز دور آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) في مراقبة الشحنات الواردة إلى الموانئ اليمنية الخاضعة للحوثيين غربي البلاد، مطالبة الدول الأعضاء بزيادة التمويل اللازم للآلية ودعم البنية التحتية لتمكينها من فحص 100% من الحاويات المغطاة.
وأشارت إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى منع تهريب الأسلحة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
في السياق ذاته، نددت شيا بممارسات الحوثيين ضد المدنيين، مثل عرقلة وصول المساعدات، والقمع الاقتصادي، والاعتقالات التعسفية، ومحاكمات “غير قانونية”، محذرةً من استخدام تلك الانتهاكات كغطاء لقتل خصومهم السياسيين.
كما دعت الجهات المانحة إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحماية موظفي الإغاثة المحتجزين لدى الحوثيين، قائلةً: “إذا أصدر الحوثيون أحكاماً بحق هؤلاء، فعلى المانحين أن يتجهزوا للرد بخطوات ملموسة لحماية برامجهم وموظفيهم”.
الخلفية والرهانات
تُعتبر هذه التصريحات الأمريكية تعزيزاً لضغوطها الدبلوماسية والعسكرية على الحوثيين، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في اليمن منذ 2014، وشنوا هجمات على ممرات تجارية حيوية في البحر الأحمر، مما أثار قلق المجتمع الدولي.
كما تُظهر مواصلة واشنطن توجيه اتهامات لإيران بتقديم الدعم للجماعة، رغم إنكار طهران ذلك، في حين تواجه إدارة الرئيس جو بايدن ضغوطاً لاحتواء الأزمة الإنسانية في اليمن ووقف القتال المستمر منذ سنوات.