في تطور طبي جديد، أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تحسين حياة الناجين من سرطان القولون وتقليل فرص عودة المرض. وأوصى الخبراء بأن يتم اعتماد التدريب الرياضي كجزء من الرعاية القياسية لهؤلاء المرضى.
الدراسة، التي أُجريت في عدة دول منها كندا وأستراليا والمملكة المتحدة وإسرائيل والولايات المتحدة، قارنت مجموعتين من المرضى المصابين بسرطان القولون الذين أكملوا العلاج الكيميائي. حصلت إحدى المجموعات على إرشادات عامة حول اللياقة البدنية والتغذية، بينما تم تعيين مدربين لمساعدة المجموعة الأخرى في زيادة نشاطهم الرياضي.
بعد ثماني سنوات من المتابعة، أظهرت النتائج أن المرضى الذين شاركوا في برنامج التمارين المنظمة كانوا أكثر نشاطًا من أقرانهم، كما شهدوا انخفاضًا بنسبة 28% في معدلات الإصابة بالسرطان مجددًا، إلى جانب انخفاض بنسبة 37% في معدل الوفيات لأي سبب.
وأكد الباحثون أن هذه الدراسة تعتبر من أعلى مستويات الأدلة المتاحة، حيث تسلط الضوء على أهمية الرياضة في تعزيز صحة المرضى ودعمهم في مرحلة التعافي. كما أشار الدكتور جيفري مايرهاردت إلى أنها “دراسة مثيرة للغاية” كونها تُظهر لأول مرة تأثير الرياضة على تحسين حياة الناجين من السرطان.
وتعكس تجربة المرضى المشاركين، مثل تيري سوين كولينز من كينجستون، أونتاريو، أهمية ممارسة الرياضة في تحسين الحالة النفسية والجسدية. حيث أوضحت كولينز أن التواصل المنتظم مع المدرب كان عاملاً محفزًا لها، مما ساعدها على الالتزام بالتمارين وزيادة نشاطها البدني.
هذه النتائج، التي تم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري ونُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية، قد تفتح الباب أمام اعتماد الرياضة كجزء من الرعاية الصحية لمرضى السرطان، مما يساعدهم على تحسين نوعية حياتهم وتقليل خطر عودة المرض.