في تطور طبي واعد، كشفت بيانات حديثة عن تقنية مبتكرة تعتمد على اختبارات الدم للكشف عن آثار بيولوجية تشير إلى خطر انتكاسة المصابات ببعض أنواع سرطان الثدي، مما يتيح إمكانية اقتراح علاج وقائي مبكر دون الحاجة إلى تدخل جراحي. هذه التقنية، المعروفة باسم الحمض النووي للورم المنتشر، تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين رعاية مرضى السرطان.
كيف تعمل التقنية الجديدة؟
تعتمد هذه التقنية على مراقبة تطور السرطان عبر اختبار دم بسيط بدلاً من الخزعة التقليدية، مما يسمح بأخذ عينات أكثر شمولًا.
يقوم الاختبار برصد الحمض النووي الذي تنتجه الأورام في الدم، وهو مصدر غني بالمعلومات الجينية التي تساعد في تحديد الطفرات التي قد تؤدي إلى انتكاسة المرضى.
تطبيقات واعدة في علاج سرطان الثدي
تشير الدراسات إلى أن هذه التقنية يمكن أن تساعد في منع الانتكاسات المبكرة لبعض النساء المصابات بسرطانات تعتمد على الهرمونات، وهو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الثدي.
في مؤتمر صحافي، أوضح البروفيسور فرانسوا كليمان بيدار من معهد كوري أن هذه التقنية ليست مجرد اختبار جديد، بل مفهوم طبي ثوري يمكن أن يغير طريقة علاج المرضى.
العلاج الجديد: كاميزستران
في الوقت الحالي، يتم علاج النساء المصابات بسرطان الثدي المعتمد على الهرمونات باستخدام:
- علاج هرموني يقلل من إنتاج هرمون الإستروجين.
- مثبطات CDK4/6 التي تمنع تكاثر الخلايا السرطانية.
لكن 40% من المريضات يعانين من تحور جيني في مستقبلات هرمون الإستروجين (ESR1)، مما يؤدي إلى مقاومة العلاج الهرموني وانتكاسة المرض.
وهنا يأتي دور التقنية الجديدة، حيث يمكنها الكشف عن هذه الطفرات في الدم قبل أشهر من ظهورها، مما يسمح بتعديل العلاج وإضافة كاميزستران، وهو دواء جديد يثبط دورة الخلية ويقلل من خطر تطور السرطان.
نتائج التجارب السريرية
أظهرت التجارب السريرية نتائج مذهلة، حيث تم مراقبة 3000 مريضة عبر اختبارات دم منتظمة، وتم تقسيم 315 مريضة إلى مجموعتين:
- مجموعة معيارية واصلت العلاج التقليدي.
- مجموعة تجريبية تلقت كاميزستران ومثبطًا لدورة الخلية.
النتائج كانت ثورية:
- انخفاض خطر تطور السرطان بنسبة 56%.
- تأخير أول تطور للمرض بمعدل 6 أشهر.
- بعد 12 شهرًا، بلغ معدل البقاء دون تطور المرض 60.7% للمريضات اللواتي تلقين العلاج الجديد، مقارنة بـ 33.4% للمريضات الأخريات.
- بعد 24 شهرًا، ارتفع معدل البقاء إلى 29.7% مقابل 5.4% فقط للمجموعة الأخرى.
مستقبل العلاج بالخزعة السائلة
يؤكد الخبراء أن هذه التقنية يمكن أن توسع نطاق استخدامها ليشمل أنواعًا أخرى من السرطان، مما يفتح الباب أمام طب مخصص ووقائي يعتمد على تحليل الدم بدلاً من التدخلات الجراحية. كما أن شركات الأدوية بدأت في تبني هذه التقنية لتطوير علاجات جديدة، مما يعزز المنافسة في مجال العلاجات الهرمونية.