في مشهد مفاجئ قلب التوقعات، ظهر الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، علنًا في ساحة الثورة وسط طهران، بعد 12 يومًا من الغياب الذي رافقته شائعات قوية عن اغتياله خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة على إيران.
شائعات الاغتيال.. وغياب مقلق
بدأت الشكوك تحوم حول مصير قاآني بعد أنباء تداولتها وسائل إعلام غربية، من بينها نيويورك تايمز، تحدثت عن مقتله في إحدى الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية إيرانية في بداية الحرب. غيابه التام عن المشهد الإعلامي، وعدم صدور أي نفي رسمي من طهران، زاد من غموض الموقف، خاصة في ظل إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتل أكثر من 20 قائدًا عسكريًا إيرانيًا خلال العمليات.
الظهور المفاجئ في ساحة الثورة
مع إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ظهر قاآني مساء الثلاثاء في احتفالات “النصر” وسط العاصمة طهران، مرتديًا ملابس مدنية وقبعة سوداء، وهو يتجول بين الحشود ويتبادل الحديث مع المواطنين الذين كانوا يلوحون بالأعلام الإيرانية.
هذا الظهور العلني، الذي بثه التلفزيون الإيراني، جاء بمثابة رد مباشر على شائعات اغتياله، ورسالة رمزية على صمود القيادة العسكرية الإيرانية رغم التصعيد الأخير.
دلالات سياسية وأمنية
وسائل إعلام إيرانية وصفت الظهور بأنه “رسالة تحدٍ” لإسرائيل، تؤكد أن قادة الحرس الثوري ما زالوا فاعلين على الأرض، رغم الخسائر التي تكبدتها إيران خلال الحرب. كما اعتبر مراقبون أن توقيت الظهور، بالتزامن مع وقف إطلاق النار، يحمل دلالات سياسية تهدف إلى رفع المعنويات الداخلية، وإظهار تماسك القيادة بعد موجة اغتيالات طالت شخصيات بارزة في المؤسسة العسكرية والعلمية.
خلفية الصراع
يُذكر أن الحرب بين إيران وإسرائيل استمرت 12 يومًا، وشهدت تبادلًا عنيفًا للضربات، شملت منشآت عسكرية ونووية، وأسفرت عن مئات القتلى والجرحى من الجانبين. وقد أعلنت الولايات المتحدة لاحقًا أن الضربات التي وجهتها إلى إيران “أعادت برنامجها النووي سنوات إلى الوراء”، بينما ردت طهران بقصف قواعد أمريكية وإسرائيلية، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ظهور قاآني في هذا التوقيت الحرج، بعد صمت طويل، يعيد ترتيب المشهد السياسي والأمني في المنطقة، ويطرح تساؤلات جديدة حول مدى قدرة إيران على حماية قياداتها، ومدى عمق الاختراقات الاستخباراتية التي تعرضت لها خلال المواجهة الأخيرة.