في قلب الصحراء الشرقية للمملكة العربية السعودية، تقع مدينة بقيق، التي تحولت من منطقة قاحلة إلى مركز عالمي لصناعة النفط والطاقة. هذه المدينة الصغيرة أصبحت رمزًا للتنمية الاقتصادية والتحول الحضري، بفضل اكتشاف النفط في أراضيها في منتصف القرن العشرين.
بدأت قصة بقيق مع اكتشاف حقل النفط فيها عام 1940 من قبل شركة أرامكو السعودية، مما جعلها نقطة انطلاق لصناعة النفط في المملكة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بقيق مركزًا رئيسيًا لمعالجة النفط الخام، حيث تحتوي على أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم. كما أنها تلعب دورًا حيويًا في نقل النفط من الحقول إلى موانئ التصدير، مما يجعلها شريانًا اقتصاديًا حيويًا للمملكة.
إلى جانب دورها في صناعة النفط، شهدت بقيق تطورًا حضريًا ملحوظًا، حيث تم بناء بنية تحتية متقدمة تشمل مرافق صحية، مدارس، وأماكن ترفيهية. كما تم إنشاء مدينة الملك سلمان للطاقة “سبارك” بالقرب منها، لتعزيز قطاع الطاقة النظيفة والمستدامة، مما يضيف قيمة استراتيجية لموقعها.
بقيق ليست مجرد مدينة نفطية، بل هي نموذج للتنمية الاقتصادية المستدامة، حيث تجمع بين التراث والتقدم، وتستمر في لعب دور محوري في تحقيق رؤية المملكة 2030.