في قلب المملكة العربية السعودية، يتجلى واحد من أعظم مشاريع البنية التحتية الحديثة: الطريق السريع رقم 10. يمتد هذا الممر الحيوي على امتداد 1,474 كيلومتراً، رابطًا بين مدينة الدرب في الجنوب الغربي وبلدة البطحاء قرب حدود الإمارات شرقًا. لكن أكثر ما يُميز هذا الطريق عن غيره في العالم هو وجود أطول امتداد مستقيم دون أي منعطفات بطول مذهل يبلغ 239 كيلومترًا.
إنجاز هندسي عالمي
هذا الامتداد الفريد لم يكن مجرد مشروع محلي، بل نال اعترافًا دوليًا رسميًا بدخوله موسوعة جينيس للأرقام القياسية، بوصفه أطول طريق مستقيم في العالم. وقد شكّل هذا الإنجاز دليلًا حيًا على التقدم الهندسي والقدرة التخطيطية التي تتمتع بها المملكة، وساهم في تعزيز مكانتها كقوة إقليمية في تطوير شبكات النقل والطرق.
من طريق ملكي إلى شريان للنقل الوطني
في السابق، صُمّم هذا الطريق ليكون مخصصًا للملك فهد، إلا أنه سرعان ما تحوّل إلى جزء لا يتجزأ من شبكة الطرق العامة، يخدم آلاف المركبات يوميًا، ويُستخدم بكثافة من قبل شاحنات البضائع التي تنقل المنتجات بين أطراف البلاد. وعلى الرغم من الزحام، يظل هذا الطريق علامة فارقة في المشهد الصحراوي الشاسع لصحراء الربع الخالي. تفاصيل المسار الاستثنائي
تفاصيل المسار الاستثنائي
يربط الطريق السريع 10 بين الطريق السريع 75 في منطقة حرض والطريق السريع 95 غربًا، ويتبع مسارًا مستقيمًا يخترق الرمال الذهبية لمسافة 239 كم تقريبًا قبل أن يتخذ منعطفًا بسيطًا في محيط مدينة البطحاء. موقعه الجغرافي يجعله قريبًا من الخليج والحدود الإماراتية، مما يُعزز من دوره في الربط الإقليمي.
رقم قياسي ينافس التاريخ
استغرق المسار المستقيم قرابة ساعتين للعبور، ليتجاوز بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 146 كيلومترًا في أستراليا، والذي ظل محتفظًا باللقب لعقود. واليوم، يُعد طريق السعودية المستقيم أطول طريق بلا انعطافات على كوكب الأرض.
