في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية امتدادًا لأيدينا، تسللت هذه الأجهزة إلى أكثر الأماكن خصوصية: الحمام. وبينما يرى البعض في هذه اللحظات فرصة للهدوء أو الهروب من ضجيج الحياة، تكشف الدراسات أن هذا “الملاذ الرقمي” قد يحمل آثارًا صحية غير متوقعة.
الجلوس الطويل على المرحاض… ليس بلا ثمن
لطالما ارتبط استخدام المرحاض بالاسترخاء أو القراءة، لكن التحول من الكتب الورقية إلى التمرير اللانهائي على الشاشات غيّر قواعد اللعبة. دراسة حديثة نُشرت في مجلة PLOS One وجدت علاقة مباشرة بين استخدام الهاتف أثناء قضاء الحاجة وزيادة خطر الإصابة بالبواسير بنسبة تصل إلى 46%.
البواسير، وهي تورمات في الأوردة المحيطة بالمستقيم وفتحة الشرج، قد تتفاقم نتيجة الضغط الناتج عن الجلوس المطوّل، خاصة على مقعد المرحاض المفتوح الذي يضع الجسم في وضعية غير مثالية.
ماذا تقول الأرقام؟
- 66% من المشاركين في الدراسة يستخدمون هواتفهم بانتظام داخل الحمام.
- 37% منهم يقضون أكثر من 5 دقائق في المرحاض، مقارنة بـ7% فقط ممن لا يصطحبون هواتفهم.
- أكثر من نصفهم يقرأون الأخبار، بينما يتصفح 44% وسائل التواصل الاجتماعي.
وضعية الجلوس… عامل خفي في تفاقم المشكلة
الجلوس على المرحاض يضع الحوض في وضع منخفض، ما يزيد من الضغط على المستقيم. ومع الانحناء نحو الهاتف، تتخذ الأمعاء وضعية غير طبيعية تعيق عملية الإخراج السلسة. في المقابل، تعتبر وضعية القرفصاء أكثر ملاءمة للحركة المعوية.
الشباب أكثر عرضة… والسبب الهاتف
رغم أن الدراسة شملت بالغين فوق سن 45، إلا أن الباحثين يعتقدون أن التأثير أكبر على الأجيال الشابة، نظرًا لاعتمادهم المكثف على الهواتف الذكية. وقد لاحظ أطباء الجهاز الهضمي تزايد حالات البواسير بين المرضى الأصغر سنًا، وهو أمر غير معتاد سابقًا.
🛡️ كيف تحمي نفسك؟
- تجنّب إدخال الهاتف إلى الحمام قدر الإمكان.
- حدّد وقت الجلوس على المرحاض بين 3 إلى 5 دقائق.
- احرص على تناول الألياف وممارسة الرياضة لتقليل الضغط على الجهاز الهضمي.