بالطموح نحو مستقبل أكثر استدامة، كشفت شركة “تويوتا” عن خطوتها الأولى لإنتاج سيارة كهربائية بالكامل في أوروبا، وذلك عبر مصنعها القائم في مدينة كولين بجمهورية التشيك. هذه المبادرة تمثل نقطة تحول في استراتيجية الشركة اليابانية، التي لطالما اتسمت بالحذر في دخول سوق السيارات الكهربائية مقارنة بمنافسيها.
استثمارات ضخمة نحو التحول الكهربائي
تويوتا أعلنت عن ضخ استثمارات تُقدّر بـ680 مليون يورو (ما يعادل نحو 796 مليون دولار) لتوسعة منشآتها في كولين، تشمل إنشاء وحدة جديدة لتجميع البطاريات، في خطوة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للإنتاج الكهربائي. من جانبها، تعهدت الحكومة التشيكية بدعم المشروع عبر استثمار يصل إلى 64 مليون يورو في منشأة البطاريات، تأكيدًا على أهمية المشروع للاقتصاد الوطني.
دعم حكومي ورؤية استراتيجية
رئيس الوزراء التشيكي، بيتر فيالا، وصف قرار تويوتا بأنه “محوري” للحفاظ على مكانة صناعة السيارات، التي تمثل نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ويُنظر إلى هذا التعاون بين القطاعين العام والخاص كخطوة استراتيجية لتعزيز موقع التشيك كمركز صناعي متقدم في أوروبا.
تحول تدريجي في نهج تويوتا
رغم تصدرها مبيعات السيارات عالميًا، اتبعت تويوتا نهجًا متأنّيًا في تبني السيارات الكهربائية، ما منحها مرونة في مواجهة تقلبات السوق، خاصة مع تراجع الطلب العالمي على المركبات الكهربائية في العام الماضي. في المقابل، شهدت سياراتها الهجينة، مثل “ياريس” و”أيغو إكس”، نموًا ملحوظًا في الأسواق الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
خطط مستقبلية واعدة
ضمن رؤيتها المستقبلية، أعلنت تويوتا في وقت سابق من العام الجاري عن نيتها إطلاق تسعة طرازات كهربائية بالكامل في أوروبا بين عامي 2025 و2026، تشمل علامتي “تويوتا” و”لكزس” الفاخرة، ما يعكس تحولًا تدريجيًا نحو التنوع في خيارات التنقل المستدام.
قدرات إنتاجية متقدمة
يُذكر أن مصنع كولين يمتلك قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى 220 ألف سيارة، ويُعد من المراكز الحيوية في شبكة تويوتا الأوروبية، مما يجعله نقطة انطلاق مثالية لهذا التحول الكهربائي.
