في مشهد غير مسبوق، شهدت مزادات الإبل في السعودية والخليج صفقة تاريخية تجاوزت كل التوقعات، حيث بيع الجمل “عرنون” بمبلغ مذهل بلغ 200 مليون ريال سعودي، ما يعادل أكثر من 53 مليون دولار أمريكي، ليصبح بذلك أغلى حيوان حي في العالم.
لكن القصة لا تتوقف عند الرقم، فعرنون ليس مجرد جمل، بل أيقونة حية تجسد الفخامة والتميز، وتعيد تعريف مفاهيم الجمال والقيمة في عالم الإبل.
مواصفات ملكية لا تُضاهى
عرنون يتمتع بتركيبة جسدية نادرة جعلته محط أنظار خبراء مزاين الإبل:
- عيون واسعة آسرة تشبه عيون الخيل العربي، تنطق بالثبات والوعي.
- عنق طويل مستقيم يمنحه حضورًا ملكيًا لا يُخطئه أحد.
- سنام متناسق في موقعه وحجمه، معيار أساسي في تقييم الجمال.
- وبر ناعم موحد اللون يلمع تحت الشمس كأنّه مرصّع بالذهب.
- وقفة واثقة تنطق بالفخر، وكأنّه يعلم أنه نجم المزاد بلا منازع
لماذا وصل السعر إلى هذا الحد؟
الصفقة لم تكن مجرد بيع جمل، بل كانت منافسة على الهيبة والمكانة. ينحدر عرنون من سلالة نادرة تُعرف باسم “الفحل المتحدي” المنسوبة للفحل “الهدب”، أحد أشهر سلالات الإبل في الجزيرة العربية
امتلاك عرنون يعني امتلاك وسام اجتماعي واستثماري، فكل تزاوج منه قد ينتج نسلًا مطلوبًا بأسعار خيالية، ما يجعل الصفقة ذات عائد اقتصادي ضخم، إلى جانب البعد الرمزي والثقافي الذي تحمله.
ردود فعل واسعة.. بين الانبهار والجدل
انتشار خبر الصفقة أثار موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين:
- من رأى في عرنون تحفة تراثية تستحق السعر
- ومن اعتبر الرقم مبالغًا فيه وغير منطقي
- وآخرون وصفوا الصفقة بأنها استثمار في الهوية والموروث العربي
بدأت دعوات تطالب بتسجيل عرنون رسميًا كموروث وطني حي، خاصة بعد دخوله موسوعة غينيس كأغلى حيوان حي على وجه الأرض
عرنون.. أكثر من جمل
عرنون أصبح رمزًا ثقافيًا يعكس الثراء التراثي والذوق الخليجي الفريد في تقييم الجمال، ويمثل نقطة تحول في نظرة المجتمع للإبل، من مجرد حيوانات صحراوية إلى أصول فاخرة تحمل قيمة اقتصادية واجتماعية وتراثية.
