أظهرت دراسة صينية حديثة أن الأطفال الوحيدين الذين ينشأون دون أشقاء قد تظهر عليهم اختلافات في بنية الدماغ وسلوكهم عند الوصول إلى مرحلة البلوغ.
هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام فهم أعمق لتأثير البيئة الأسرية على التطور النفسي والعقلي للأطفال.
وفقًا للدراسة، فإن غياب الأشقاء يمكن أن يؤدي إلى تغييرات دقيقة في تكوين الدماغ، مما ينعكس على مجموعة من السلوكيات الاجتماعية والمهارات التفاعلية.
قد يرتبط ذلك بفرص أقل للتفاعل اليومي مع الأطفال الآخرين داخل الأسرة، مما يشكل اختلافات واضحة في القدرة على العمل الجماعي أو حل المشكلات الاجتماعية.
وتشير الدراسة إلى أن الطفل الوحيد يميل إلى تطوير سمات معينة مثل الاستقلالية والقدرة على الاعتماد على الذات، ولكن في المقابل، قد يظهر لديه تباين في بعض الجوانب الاجتماعية مثل مشاركة الآخرين أو التفاعل في المواقف التنافسية.
هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن الطفل الوحيد سيواجه تحديات دائمة، إذ يعتمد التأثير بشكل كبير على أسلوب التربية وظروف البيئة المحيطة.
من جهة أخرى، يشدد الخبراء على أهمية توفير فرص إضافية للأطفال الوحيدين للتفاعل مع الأقران، سواء في المدارس أو الأنشطة الاجتماعية، لتعويض غياب الأشقاء.
الدراسة تسلط الضوء على جانب حيوي يتطلب مزيدًا من البحث لفهم آثاره طويلة الأمد. كما تؤكد أن العوامل البيئية والاجتماعية تلعب دورًا جوهريًا في تكوين شخصية الأطفال، بغض النظر عن عدد أفراد الأسرة.
