الرئيسيةشؤون دوليةدقائق قد تودي بحياته… غرامة على من يترك طفله داخل السيارة!
شؤون دولية

دقائق قد تودي بحياته… غرامة على من يترك طفله داخل السيارة!

دقائق قد تودي بحياته... غرامة على من يترك طفله داخل السيارة!

لم تعد قضية سلامة الأطفال داخل المركبات مجرد توجيه إرشادي، بل تحولت إلى ملف قانوني حساس يتعلق بحماية الأرواح. فقد شددت الإدارة العامة للمرور في السعودية على خطورة ترك الأطفال دون سن العاشرة داخل السيارة دون وجود مرافق راشد، مؤكدة أن هذه الممارسة تُعرض حياة الطفل لمخاطر جسيمة، وتُعد مخالفة مرورية يُعاقب عليها بغرامة تصل إلى 500 ريال سعودي

المركبة المغلقة… خطر قاتل في دقائق

يظن البعض أن ترك الطفل داخل السيارة لبضع دقائق أمرٌ لا يستدعي القلق، لكن الواقع مختلف تمامًا. فـدرجات الحرارة داخل المركبة المغلقة ترتفع بسرعة، حتى في الظل أو في أوقات غير حارة، مما قد يؤدي إلى الاختناق أو ضربة شمس قد تودي بحياة الطفل. والأخطر أن الطفل في هذا العمر لا يملك القدرة على إنقاذ نفسه أو التعبير عن معاناته، ما يجعل وجود مرافق بالغ ضرورة لا غنى عنها.

القانون لحماية الأرواح لا لمعاقبة الأهل

قرار المرور بفرض غرامة على من يترك طفله داخل المركبة ليس إجراءً شكليًا، بل هو جزء من منظومة حماية الطفل. فـالإهمال في هذه الحالة يُعد جريمة محتملة، وقد تكون نتائجه مأساوية. القانون هنا يُذكّر أولياء الأمور بأن المسؤولية تبدأ من أبسط التفاصيل، وأن الوقاية خير من الندم.

لماذا العاشرة تحديدًا؟

تحديد سن العاشرة كحد أدنى لترك الطفل بمفرده داخل السيارة يستند إلى دراسات نفسية وسلوكية، تشير إلى أن الطفل في هذه المرحلة لا يمتلك النضج الكافي للتعامل مع الطوارئ، مثل نشوب حريق أو تعطل السيارة أو حتى محاولة اقتحام المركبة من قبل الغرباء. لذا، فإن وجود شخص راشد بجانبه يُعد ضرورة وليس خيارًا.

دروس من الواقع

شهدت المملكة وغيرها من الدول حوادث مؤلمة راح ضحيتها أطفال تُركوا داخل سيارات مغلقة في أيام حارة. بعضهم تعرض للاختناق، وآخرون لحالات إغماء وجفاف شديد. هذه القصص تُثبت أن الوقت القصير قد يكون كافيًا لتحويل المركبة إلى بيئة مميتة.

دور المجتمع في التوعية والإنقاذ

المسؤولية لا تقع على الأهل فقط، بل تشمل المجتمع بأكمله. فإذا لاحظ أحد المارة طفلًا بمفرده داخل سيارة مغلقة، فإن التدخل السريع والإبلاغ عن الحالة قد يُنقذ حياة. الوعي المجتمعي بهذه المخاطر يُمثل خط الدفاع الأول إلى جانب القوانين الرادعة.

الوقاية أولًا

الغرامة ليست الهدف النهائي، بل وسيلة للردع. أما الهدف الحقيقي فهو ترسيخ ثقافة وقائية تشمل:

  • عدم ترك الطفل في السيارة مطلقًا، مهما كانت الظروف
  • التأكد من اصطحاب الأطفال عند مغادرة المركبة
  • تعليم الأبناء أن السيارة ليست مكانًا للانتظار أو اللعب