في تطور علمي واعد، نجح فريق دولي من الباحثين في تطوير مركب دوائي جديد يُعرف باسم CPACC، أثبت فعاليته في منع زيادة الوزن وتلف الكبد لدى فئران خضعت لنظام غذائي غني بالسكريات والدهون، دون أن تظهر عليها أي أعراض صحية سلبية.
آلية عمل الدواء
يعتمد المركب على تقليل مستويات المغنيسيوم داخل الميتوكوندريا، وهي مراكز إنتاج الطاقة في الخلايا. هذا التعديل الحيوي يُعزز من كفاءة حرق الدهون والسكريات، ويمنع تباطؤ عملية التمثيل الغذائي التي تؤدي عادة إلى تراكم الدهون.
وقد تم تصميم CPACC لمحاكاة تأثير حذف جين MRS2 المسؤول عن نقل المغنيسيوم إلى الميتوكوندريا، مما أدى إلى نتائج مذهلة في التجارب الحيوانية، حيث بقيت الفئران نحيفة وبصحة جيدة رغم تناولها طعامًا عالي السعرات.
نتائج الدراسة
- بعد 75 يومًا من العلاج، توقفت الفئران عن الحاجة لأي تدخل خارجي لتنظيم الوزن أو السكر.
- سجلت مستويات السكر في الدم استقرارًا بنسبة 98.3% ضمن المعدلات الطبيعية.
- لم تظهر أي علامات للإصابة بـ الكبد الدهني، وهو مرض شائع في حالات السمنة وسوء التغذية.
أهمية الاكتشاف
- يُعد هذا أول علاج ناجح يعتمد على خلايا مأخوذة من جسم المريض نفسه لإنتاج الإنسولين بشكل طبيعي.
- يُمكن أن يُحدث نقلة نوعية في علاج الأمراض الأيضية مثل السمنة، السكري، وأمراض القلب.
- يُقلل من خطر الإصابة بـ سرطان الكبد الناتج عن الكبد الدهني المزمن.
إعادة التفكير في دور المغنيسيوم
كشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Cell Reports، عن دور غير متوقع للمغنيسيوم في عملية التمثيل الغذائي. فبدلاً من تعزيز إنتاج الطاقة، تبين أن ارتفاع مستوياته داخل الميتوكوندريا يُبطئ هذه العملية، مما دفع الباحثين إلى تطوير CPACC كحل عكسي لهذه الآلية.
مستقبل الدواء
قدّمت جامعة تكساس طلبًا للحصول على براءة اختراع للمركب، ويعمل الفريق البحثي حاليًا على إجراء المزيد من الدراسات لتقييم فعاليته على البشر. ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا قبل اعتماده رسميًا، إلا أن هذا الابتكار يُعد خطوة واعدة نحو علاج جذري لأحد أكبر التحديات الصحية في العصر الحديث