بعد زواجه في عام 2021، بدأ ويل ستون وزوجته بريتاني رحلة البحث عن طفل. لكن المحاولات الأولى باءت بالفشل، ما دفعهما لإجراء فحوصات طبية. وبينما جاءت نتائج بريتاني طبيعية، كشفت تحاليل ويل عن انخفاض حاد في عدد الحيوانات المنوية، لم يتجاوز مليوني حيوان منوي لكل مليلتر، وهو رقم بعيد عن الحد الأدنى المطلوب للتلقيح داخل الرحم.
الدواء المتهم: فيناسترايد
عند مراجعة الأدوية التي يتناولها، أشار ستون إلى استخدامه اليومي لجرعة 1 ملغ من دواء فيناسترايد لعلاج تساقط الشعر. الطبيب المختص طلب منه التوقف الفوري عن تناوله، مشيراً إلى ارتباط محتمل بين الدواء ومشكلات الخصوبة.
فيناسترايد، المعروف تجارياً باسم Propecia، يُستخدم على نطاق واسع لعلاج الصلع الوراثي، كما يُوصف بجرعات أعلى لعلاج تضخم البروستاتا. ورغم فعاليته في تحسين المظهر والثقة بالنفس، إلا أن آثاره الجانبية لا تزال محل جدل طبي، خصوصاً فيما يتعلق بالقدرة الجنسية وجودة الحيوانات المنوية.
تأثيرات غير متوقعة
الدكتور جيمس كاشانيان، مدير الصحة الجنسية للرجال في كلية طب وايل كورنيل، أكد أن الدواء قد يؤثر بشكل ملحوظ على جودة الحيوانات المنوية حتى عند الجرعات المنخفضة. بينما يرى أطباء آخرون أن التأثير محدود ولا يشكل خطراً كبيراً إلا في حالات العقم المسبق.
وفي دراسة أجريت عام 2013 على 27 رجلاً يعانون من العقم أثناء تناولهم فيناسترايد، لوحظ ارتفاع متوسط عدد الحيوانات المنوية بمقدار 11 ضعفاً بعد التوقف عن الدواء لمدة ثلاثة أشهر، وهي الفترة اللازمة لتجدد دورة إنتاج الحيوانات المنوية.
اضطراب هرموني محتمل
الدواء يعمل على تثبيط تحويل هرمون التستوستيرون إلى DHT، وهو الهرمون المسؤول عن الصلع. لكن هذا التثبيط قد يؤدي إلى خلل في التوازن الهرموني، ما يؤثر على الخصوبة لدى بعض الرجال.
الدكتور كيرك لو من مستشفى ماونت سيناي في تورنتو يوضح: “كثيرون لا يدركون أن التستوستيرون نفسه يمكن أن يكون وسيلة منع حمل للرجال”.
تحسن ملحوظ بعد التوقف
في حالة ستون، وبعد عشرة أسابيع من التوقف عن تناول فيناسترايد، ارتفع عدد الحيوانات المنوية إلى 250 مليوناً لكل مليلتر، أي بزيادة قدرها 125 ضعفاً. وفي العام التالي، رزق هو وزوجته بمولود ذكر سليم، مؤكداً: “كنت سأفقد كل شعرة في رأسي بكل سرور لأرزق بالطفل الذي لدينا الآن”.
تحذيرات وتوصيات
رغم أن شركات الرعاية الصحية مثل “Hims & Hers” تُدرج تحذيرات بشأن تأثير الدواء على الخصوبة، إلا أن هذه التحذيرات لا تحظى بالوضوح الكافي، ما يثير مخاوف بشأن نقص التوعية لدى المستخدمين الشباب.
الخبراء ينصحون بعدم التوقف العشوائي عن تناول الدواء، بل بمراجعة الطبيب وإجراء تحليل للسائل المنوي قبل اتخاذ أي قرار، خاصة لمن يخططون للإنجاب.