في واحدة من أعنف الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مليشيا الحوثي منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة، كشفت مصادر مطلعة وتدوينات صحفية أن غارة دقيقة نُفذت في 31 مارس الماضي على منطقة القابل بمديرية بني الحارث شمال العاصمة المحتلة صنعاء، أسفرت عن تدمير منصتين لإطلاق صواريخ “ذو الفقار”، يُعتقد أنهما كانتا المنصتين الوحيدتين من هذا الطراز في الخدمة.
ووفقاً لما أورده الصحفي المتخصص في تتبع أنشطة الحوثيين، عدنان الجبرني، فإن هذه العملية مثّلت ضربة موجعة للجماعة، قد تفسر التحوّل الملحوظ مؤخراً في اعتماد الحوثيين على الطائرات المسيرة بدلاً من الصواريخ الباليستية في تنفيذ هجماتهم بعيدة المدى.
وأكد مصدر ميداني مطلع أن الغارة ذاتها استهدفت أيضاً ورشة تصنيع عسكرية سرّية في الموقع ذاته، الأمر الذي أدى إلى سلسلة انفجارات عنيفة استمرت لأكثر من ساعة، نتيجة احتراق وتفجير كميات ضخمة من المواد المتفجرة ومكونات التصنيع العسكري، ما حول سماء المنطقة إلى كرة من اللهب.
مويُعد هذا الهجوم بمثابة تحول استراتيجي في نوعية الضربات الأمريكية، حيث تمكّن من شل قدرة الحوثيين على استخدام أحد أخطر أسلحتهم بعيدة المدى، وتوجيه رسالة حازمة بأن واشنطن باتت تمتلك بنك أهداف دقيق وعميق داخل الترسانة الحوثية.