في ظل ارتفاع أسعار الوقود وتزايد الضغط على ميزانيات الأسر، بات البحث عن حلول عملية لتقليل استهلاك البنزين ضرورة يومية. وفي هذا السياق، كشف خبير السيارات في Showplates World عن طريقة بسيطة وفعالة يمكن أن توفر للسائقين ما يصل إلى 350 يورو سنويًا، أي ما يعادل 1500 درهم إماراتي، دون الحاجة إلى أجهزة أو تعديلات تقنية.
السرعة المثالية: مفتاح التوفير الذكي
تشير الدراسات إلى أن معظم السيارات تحقق أفضل كفاءة في استهلاك الوقود عند السير بسرعة تتراوح بين 72 و89 كم/س، وتحديدًا عند 80 كم/س. هذه السرعة توازن بين أداء المحرك ومقاومة الهواء، مما يسمح للسيارة بالتحرك بأقل قدر ممكن من استهلاك الوقود.
عند هذه النقطة، يعمل المحرك في نطاقه المثالي، فلا يكون مُجهدًا بسبب السرعة الزائدة، ولا متباطئًا بشكل يعيق كفاءته. النتيجة؟ قيادة مريحة واقتصادية تقلل الضغط على السيارة وتوفر المال.
ماذا يحدث عند تجاوز السرعة المثالية؟
كلما زادت السرعة عن الحد المثالي، ارتفع استهلاك الوقود بشكل ملحوظ:
- القيادة بسرعة 112 كم/س بدلاً من 80 كم/س تؤدي إلى زيادة في الاستهلاك بنسبة تصل إلى 15%.
- عند 128 كم/س، ترتفع النسبة إلى 25%.
السبب الرئيسي هو مقاومة الهواء، التي تزداد بشكل غير خطي مع السرعة، مما يجبر المحرك على بذل جهد أكبر وبالتالي حرق المزيد من الوقود
القيادة البطيئة جدًا ليست الحل
قد يعتقد البعض أن القيادة بسرعات منخفضة جدًا توفر الوقود، لكن الواقع مختلف. عند السير بسرعة 32 كم/س مثلًا، لا يعمل المحرك ضمن نطاقه الفعّال، خاصة على التروس العالية، مما يؤدي إلى استهلاك زائد للوقود. كما أن التوقفات المتكررة والتسارع المستمر في الزحام يزيدان من الاستهلاك.
السرعة الثابتة: السر وراء الاقتصاد الحقيقي
الحفاظ على سرعة ثابتة قريبة من 80 كم/س يمنح السيارة أفضل إيقاع اقتصادي. فالتقليل من التسارع المفاجئ والكبح المستمر يسمح للمحرك بالعمل في حالة مستقرة، ويقلل من الهدر في الطاقة.
على سبيل المثال، إذا كانت سيارتك تحقق 60 ميلاً لكل جالون عند سرعة 80 كم/س، فإن هذه الكفاءة قد تنخفض إلى 51 ميلاً لكل جالون عند 112 كم/س. هذا الفارق يتضاعف مع طول الرحلة، ففي مسافة 300 ميل، يمكن توفير ما يعادل 73 درهماً إماراتياً في كل رحلة طويلة. ومع التكرار على مدار العام، يصل التوفير إلى مئات الدراهم
خلاصة
القيادة الذكية لا تتطلب تقنيات متقدمة أو أجهزة باهظة، بل تعتمد على فهم بسيط لكيفية عمل السيارة. الالتزام بالسرعة المثالية، وتجنب التسارع المفاجئ، والحفاظ على ثبات القيادة، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في استهلاك الوقود.
في عالم تتزايد فيه التكاليف، هذه الحيلة البسيطة قد تكون مفتاحك لتوفير المال، وتقليل البصمة الكربونية، والحفاظ على سيارتك لأطول فترة ممكنة.