في مشهد يعكس روح المسؤولية والتفاني، وثّقت أمانة العاصمة المقدسة مبادرة فريدة قام بها مجموعة من الحجاج القادمين من الصين لتنظيف شوارع مكة المكرمة خلال موسم حج 1446هـ، في خطوة تعبر عن الاحترام العميق للمكان المقدس. انتشرت هذه المبادرة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد كثيرون بروح التعاون والمسؤولية التي جسدها هؤلاء الحجاج.
عمل تطوعي نابض بالإخلاص
ظهر الحجاج الصينيون في مقطع فيديو وهم يزيلون الأوساخ من شوارع مكة باستخدام أدوات بسيطة، مؤكدين أن نظافة هذا المكان الطاهر واجب نابع من محبتهم واحترامهم للمقدسات الإسلامية. عبّر أحد المشاركين عن هذه المشاعر قائلًا: “نظافة مكة تعكس حبنا لهذا المكان المبارك”، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة جاءت بشكل عفوي، كجزء من القيم الإسلامية التي تحث على النظافة واحترام البيئة.
تقليد سنوي وتقدير رسمي
يؤكد الحجاج أن هذه المبادرة ليست جديدة عليهم، بل هي عادة يحرصون على ممارستها سنويًا، انسجامًا مع تعاليم الإسلام التي تحث على إماطة الأذى عن الطريق، خصوصًا في الأماكن المقدسة التي تشهد كثافة بشرية كبيرة. وقد حظيت هذه الجهود بتقدير رسمي، إذ كرّمت أمانة العاصمة المقدسة في موسم الحج السابق (1445هـ) عددًا من الحجاج الصينيين الذين ساهموا في تنظيف أحد الأنفاق بالمشاعر المقدسة، تأكيدًا على أهمية هذه المبادرات في دعم جهود النظافة العامة.
دعم لخطط تشغيلية مستدامة
أثنت أمانة العاصمة المقدسة على هذه المبادرات التطوعية، مؤكدةً أنها تعزز خططها التشغيلية وتدعم جهود الحفاظ على بيئة نظيفة وآمنة تناسب زوار بيت الله الحرام. هذه الروح الإيجابية التي أظهرها الحجاج تعكس القيم الإنسانية العميقة التي تجمع المسلمين من مختلف الثقافات، وتجسد نموذجًا حضاريًا للتعاون والتطوع النابع من الإيمان.
هذه المبادرة الإنسانية ليست مجرد عمل تطوعي، بل تعكس جوهر الحج كرحلة تحمل في طياتها قيم العطاء والتسامح والتعاون، لتبقى مكة المكرمة رمزًا للطهارة والنقاء، يحافظ عليها الجميع بمحبة وإخلاص.
