في مساء يوم 7 سبتمبر 2025، سيشهد سكان الأرض حدثًا فلكيًا نادرًا يخطف الأنفاس: خسوف كلي للقمر يتحول فيه إلى لون أحمر داكن، فيما يُعرف بـ”القمر الدموي”. هذا المشهد الساحر سيُبهر ملايين المتابعين حول العالم، حيث يغوص القمر بالكامل في ظل الأرض لمدة 82 دقيقة، في ظاهرة لا تتكرر كثيرًا.
ما الذي يجعل القمر يبدو دمويًا؟
عندما تصطف الشمس والأرض والقمر في خط واحد، تحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر، ويحدث الخسوف الكلي. لكن الضوء لا يختفي تمامًا؛ بل يمر عبر الغلاف الجوي للأرض، حيث تنكسر الأطوال الموجية الطويلة للضوء الأحمر وتصل إلى سطح القمر، بينما تُشتت الأطوال الموجية القصيرة كالزرقاء. النتيجة؟ قمر بلون أحمر نحاسي يضفي على السماء طابعًا دراميًا فريدًا.
أين يمكن مشاهدة هذا الحدث؟
وفقًا للتقديرات، سيكون هذا الخسوف مرئيًا لنحو 77% من سكان العالم، ما يجعله من أكثر الظواهر الفلكية مشاهدة في العصر الحديث. إليك أبرز المناطق التي ستتمتع برؤية مثالية:
- آسيا: دول مثل اليابان، الصين، والهند ستشهد القمر في أبهى حلته، خاصة في ساعات المساء.
- أستراليا الغربية: بفضل صفاء السماء وقلة التلوث الضوئي، ستكون الرؤية هناك مذهلة.
- جنوب أفريقيا: مدن مثل كيب تاون ستوفر ظروفًا مثالية لمتابعة الحدث.
- أوروبا: رغم أن الخسوف سيكون جزئيًا، إلا أن القمر سيظهر بلونه الأحمر عند الشروق، ليزين الأفق في مدن مثل باريس وبرلين ولندن.
لماذا يختلف لون القمر الدموي؟
اللون الأحمر الذي يكتسي به القمر خلال الخسوف الكلي ليس ثابتًا، بل يتأثر بعوامل متعددة مثل نقاء الغلاف الجوي، وجود الغبار أو التلوث، وحتى النشاط البركاني. كلما كانت الظروف الجوية أكثر تعقيدًا، كلما بدا القمر أكثر قتامة وتشبعًا باللون الأحمر، مما يضفي على الحدث طابعًا فنيًا لا يُنسى. فيزياء الظلال والضوء
فيزياء الظلال والضوء
خلال الخسوف، يمر القمر عبر منطقتين من ظل الأرض: شبه الظل، حيث يكون الضوء خافتًا، والظل الكامل، حيث يغيب الضوء المباشر تمامًا. في هذه المرحلة، ينحني ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي ليصل إلى القمر، مكونًا ذلك اللون الأحمر المميز الذي يُعرف بتأثير “تشتت رايلي” — وهو نفس السبب وراء احمرار السماء عند الغروب.