في مشهد استثنائي مليء بالإيمان والإلهام، قرر الشاب يزيد محمد الشمري من منطقة حائل أن يضع بصمة إنسانية نادرة باختياره طريق التسامح على طريق الانتقام، مسجلًا قصة تعبر القلوب وتلهم الأجيال. بعد 18 عامًا من الحزن والألم، اختار يزيد العفو عن قاتل والده، الذي ارتكب جريمته بينما كان يزيد مجرد رضيع.
“الأجر لنا وللوالد” – كلمات تفتح أبواب السماء
في مقابلة مع قناة “العربية”، أوضح يزيد الدافع وراء قراره قائلاً: “نتمنى الأجر، لي ولعائلتي، ولوالدتي التي حملت هذا العبء طوال السنوات”. بتلك الكلمات البسيطة، كشف يزيد الفخر الحقيقي ينبع من التسامح.
الجد يعيد رسم تفاصيل الحادثة
خشان مطر الشمري، الجد الذي تكفّل بتربية يزيد، لم يخْفِ الفخر وهو يروي القصة قائلاً: “غرسنا فيه قيم الكرامة والتسامح منذ صغره”. الجريمة التي أودت بحياة والد يزيد لم تُثنِ الأسرة عن تربية حفيدهم على الإيمان والصبر، مما أتاح لهم اتخاذ قرار إنساني يتجاوز حدود المألوف.
قرار العفو: بين الحكمة والإيمان
بعد نقاشات معمقة استمرت طويلاً بين أفراد العائلة، وتقديراً لروح العدالة الممزوجة بالرحمة، قدمت الأسرة تنازلًا رسميًا في المحكمة عن حقها في القصاص. هذا القرار لم يكن مجرد لحظة عاطفية، بل درسًا اجتماعيًا في التسامح، ومثالًا حيًا على كيف يمكن للإيمان أن يتجاوز حدود الألم.
رسالة إنسانية تخاطب المجتمع
قصة يزيد لم تكن مجرد حادثة عائلية، بل تحولت إلى مصدر إلهام يطرق أبواب كل منزل. لقد أثبتت القصة أن التسامح ليس ضعفًا، بل هو أعلى مراتب القوة، وأن بالإيمان والشجاعة يمكن للإنسان أن يخلق معجزات تترك أثرًا عميقًا في النفوس.