في ظل ارتفاع درجات الحرارة، أطلق خبراء الصحة والباحثون الدوليون ناقوس الخطر بشأن عادة شائعة يغفل عنها كثيرون: ترك زجاجات المياه البلاستيكية داخل السيارات. هذه الممارسة، التي تبدو غير ضارة، قد تتحول إلى مصدر لتلوث المياه بمواد كيميائية وجزيئات بلاستيكية دقيقة، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة.
🌡️ الحرارة تحوّل الزجاجة إلى قنبلة كيميائية
أظهرت دراسة حديثة من جامعة نانجينغ الصينية أن زجاجات المياه المصنوعة من مادة البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) تبدأ في إطلاق مركبات خطرة مثل الأنتيمون والبيسفينول عند تعرضها لدرجات حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية. هذه المواد ترتبط بأعراض مزعجة مثل الصداع والغثيان واضطرابات النوم، وقد تتسبب على المدى الطويل في أمراض خطيرة مثل السرطان ومشاكل القلب والخصوبة.
السيارة: بيئة مثالية لتسرب السموم
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية (CDC)، يمكن أن تصل درجة حرارة السيارة المغلقة إلى أكثر من 50 درجة مئوية خلال ساعة واحدة في يوم صيفي، مما يجعلها بيئة مثالية لتفاعل البلاستيك مع الماء وتسرب المواد السامة.
جزيئات بلاستيكية دقيقة تغزو الجسم
دراسات أخرى كشفت أن المياه المعبأة قد تحتوي على ما يصل إلى 370 ألف جسيم بلاستيكي في كل لتر، وهي جسيمات متناهية الصغر قادرة على اختراق الخلايا والوصول إلى الدماغ. هذه الجزيئات تحمل مركبات مثل الفثالات، المرتبطة باضطرابات هرمونية وتأثيرات سلبية على النمو والجهاز العصبي والمناعة.
دعوات للتغيير والتوعية
منظمات بيئية مثل Deep Science Ventures طالبت بتشريعات صارمة للحد من استخدام البلاستيك في تعبئة المياه، إلى جانب حملات توعية للمستهلكين حول المخاطر الخفية. كما أوصى الخبراء باستخدام زجاجات قابلة لإعادة الاستخدام مصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، وتجنب تخزين الزجاجات البلاستيكية في أماكن حارة أو مشمسة.
خطوات بسيطة لحماية صحتك
- لا تترك زجاجات المياه البلاستيكية داخل السيارة.
- اختر زجاجات غير بلاستيكية عند الإمكان.
- خزّن المياه في أماكن باردة ومظللة.
- تجنب شرب المياه من زجاجات ذات رائحة غريبة أو تعرضت للحرارة.
الوقاية تبدأ من العادات اليومية
الرسالة واضحة: ما يبدو بسيطًا قد يحمل مخاطر جسيمة. بتغيير بعض العادات اليومية، يمكننا تقليل التعرض للمواد السامة وحماية صحتنا وصحة من حولنا.