لم تعد المخالفات المرورية مجرد أرقام تُسجَّل في الأنظمة، بل أصبحت جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز السلامة المرورية وحماية الأرواح. ومن بين أبرز المخالفات التي حظيت باهتمام متزايد من قبل إدارة المرور السعودية في السنوات الأخيرة، تأتي مخالفة استخدام الهاتف المحمول باليد أثناء القيادة، والتي تُعد من أخطر السلوكيات التي تهدد حياة السائقين والمارة على حد سواء.
خطر لا يُستهان به
عندما يكون السائق خلف عجلة القيادة، فإن تركيزه الكامل يجب أن ينصب على الطريق: مراقبة حركة المركبات، الانتباه للإشارات، توقع تصرفات المشاة، والاستجابة للظروف المفاجئة. غير أن الهاتف المحمول يُعد من أكثر مصادر التشتيت خطورة، إذ يجبر السائق على تحويل نظره وذهنه نحو شاشة صغيرة، ولو لثوانٍ معدودة، ما يضعه في حالة “غفلة مؤقتة” قد تكون قاتلة.
تشير الدراسات إلى أن النظر إلى الهاتف لمدة ثلاث ثوانٍ فقط أثناء القيادة كفيل بوقوع حادث خطير، خاصة عند القيادة بسرعات عالية، حيث يظن السائق أنه يسيطر على المركبة بينما هو في الواقع فاقد للتركيز.
غرامة صارمة… ورسالة واضحة
بحسب لائحة المخالفات المرورية المعتمدة في المملكة، فإن استخدام الهاتف المحمول باليد أثناء القيادة يُعد مخالفة صريحة، وتُفرض عليها غرامة مالية تتراوح بين 500 و900 ريال سعودي. ويمنح هذا التدرج رجال المرور صلاحية تقدير حجم المخالفة وفقًا لظروفها، حيث تصل الغرامة إلى الحد الأعلى في حال كان السائق منشغلاً بالهاتف بشكل واضح ومتعمد.
لكن الهدف من هذه العقوبة لا يقتصر على الردع المالي، بل يحمل رسالة توعوية واضحة مفادها أن الطريق ليس مكانًا لتبادل الرسائل أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
سلوكيات محظورة تشمل أكثر من المكالمات
مخالفة استخدام الهاتف أثناء القيادة لا تقتصر على إجراء المكالمات فقط، بل تشمل أيضًا:
- إرسال أو الرد على الرسائل النصية
- تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي
- التقاط الصور أو تسجيل الفيديو
- استخدام تطبيقات الخرائط بطريقة تتطلب الإمساك بالهاتف
