شهدت المملكة العربية السعودية تحولات جذرية خلال السنوات الأخيرة، حيث توسعت مجالات الانفتاح الاجتماعي والاقتصادي، وأصبحت المرأة جزءًا فاعلًا في المشهد العام. منحتها الحكومة مساحة أكبر من الحرية، مما سمح لها بالعمل في مختلف القطاعات، قيادة السيارة، والمشاركة في بيئات مختلطة، وهو تغيير كبير مقارنة بالماضي، حيث كانت الفرص أمامها محدودة وتخضع لقيود صارمة.
وسط هذه التطورات، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قديم يناقش قضية تحرير المرأة السعودية، وهو جزء من إحدى الحلقات التلفزيونية التي طرحت هذه المسألة للنقاش. في الحلقة، عبّرت الإعلامية السعودية عائشة الشهري عن موقفها تجاه هذه الدعوات، مشيرةً إلى أن شروط العمل الحديثة تفرض على المرأة الظهور بأسلوب معين، يشمل كشف عينيها واستخدام مستحضرات التجميل والعطور.
كما أبدت الشهري رأيًا بأن المطالبين بخروج المرأة للعمل كان عليهم التركيز على تحسين الدعم الاجتماعي للنساء المحتاجات، إذ إن المبالغ التي تحصل عليها الأرامل من الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية، ما يضعهن في موقف صعب.
وأكدت الشهري أن المرأة السعودية في الماضي كانت أكثر استقرارًا داخل الأسرة، حيث كانت تساهم بشكل أساسي في تربية الأبناء والحد من المشكلات الاجتماعية، مشددةً على ضرورة توفير بيئات عمل مخصصة للنساء، بعيدًا عن الاختلاط. كما أشارت إلى أن بعض الدعوات لتحرير المرأة تهدف إلى الوصول إليها أكثر من تحقيق استقلالها، مستشهدةً بتصريح الأمير نايف: “هم لا يبحثون عن تحرير المرأة، إنما يبحثون عن تحرير الوصول إلى هذه المرأة.”
في النهاية، تظل قضية مشاركة المرأة في المجتمع موضع نقاش، إذ تختلف وجهات النظر بين من يرحب بالتغيير ويراه خطوة نحو التقدم، ومن يفضل إبقاء المرأة في إطار أكثر تقليدية حفاظًا على القيم الاجتماعية المتوارثة.
