يُعد مرض التوحد من اضطرابات النمو العصبي التي تؤثر على التواصل الاجتماعي والسلوكيات.
ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن الذكور يُشخصون بالتوحد بمعدل أعلى بكثير من الفتيات، حيث تصل النسبة إلى أربعة أضعاف.
فما السبب وراء هذا التفاوت؟ الإجابة تكمن في مجموعة من العوامل البيولوجية والاجتماعية.
1. الفروق البيولوجية والجينية
تشير الدراسات إلى أن الجينات تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة احتمالية إصابة الذكور بالتوحد.
يمتلك الذكور كروموسوم X واحد فقط، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بأي خلل جيني مرتبط بهذا الكروموسوم.
في المقابل، تمتلك الفتيات كروموسومين X، مما يوفر لهن حماية إضافية ضد هذه الاضطرابات.
2. الاختلافات في بنية الدماغ
أظهرت الأبحاث أن أدمغة الذكور والإناث تختلف في بعض الجوانب الهيكلية.
على سبيل المثال، القشرة المخية لدى الذكور تكون أرق، مما قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.
كما أن الفتيات المصابات بالتوحد غالبًا ما يمتلكن أدمغة ذات خصائص أقرب إلى أدمغة الذكور، مما يفسر التشخيص الأقل شيوعًا بينهن.
3. التحيز في معايير التشخيص
معايير تشخيص التوحد تعتمد بشكل كبير على الأعراض السلوكية التي تظهر بشكل أوضح لدى الذكور.
الفتيات، من ناحية أخرى، قد يظهرن أعراضًا مختلفة أو أقل وضوحًا، مثل القدرة على التكيف الاجتماعي وإخفاء الصعوبات. هذا يؤدي إلى تقليل فرص تشخيصهن بالتوحد.
4. المهارات الاجتماعية والكلامية
تميل الفتيات إلى تطوير مهارات اجتماعية وكلامية في سن مبكرة مقارنة بالذكور.
هذا التطور يساعدهن على التكيف مع البيئة المحيطة، مما يجعل أعراض التوحد أقل وضوحًا وأصعب في التشخيص.
5. العوامل الثقافية والاجتماعية
في بعض الثقافات، قد يتم تجاهل أو تقليل أهمية الأعراض التي تظهر لدى الفتيات، حيث يُعتقد أنهن أكثر هدوءًا أو خجلاً بشكل طبيعي.
هذا التحيز الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تأخير أو عدم تشخيص التوحد لديهن.