في خطوة حاسمة، أعلن نادي إنتر ميامي الأمريكي استبعاده فكرة التعاقد مع النجم البرازيلي نيمار جونيور خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، ليضع حدًا للتكهنات حول إمكانية لمّ شمل الثلاثي التاريخي لبرشلونة: ميسي، سواريز، ونيمار، تحت شعار النادي الوردي.
نيمار بين الإصابات والبحث عن الاستمرارية
عودة نيمار إلى فريقه الأم سانتوس لم تكن كما توقعها عشاقه، إذ تحولت من محطة قصيرة لاستعادة الثقة إلى رحلة مليئة بالانتكاسات البدنية. بعد تجربة صعبة مع الهلال السعودي انتهت بتمزق الرباط الصليبي وفسخ العقد بالتراضي، وجد اللاعب نفسه مجددًا في مواجهة الإصابات، بينما يكافح سانتوس لتفادي الهبوط في الدوري البرازيلي.
المدرب خوان بابلو فوجفودا أكد أن نيمار اضطر للانسحاب من مواجهة إنترناسيونال بسبب إصابة في الركبة، لكنه عاد رغم الألم ليساهم بفوز ثمين على سبورت ريسيفي بثلاثية نظيفة، رفع الفريق مؤقتًا فوق خط الخطر. ومع ذلك، فإن إصابة الغضروف تهدد بغيابه لفترة طويلة، لتبقى علامات الاستفهام قائمة حول قدرته على الاستمرار.
إنتر ميامي.. لا مكان للعاطفة
رحيل بوسكيتس وألبا بنهاية موسم 2025 فتح باب التساؤلات حول مستقبل إنتر ميامي وخياراته في سوق الانتقالات. ورغم الضجة الإعلامية التي كان سيحدثها وصول نيمار، شددت إدارة النادي بقيادة المدير الرياضي كريس هندرسون والمدرب خافيير ماسكيرانو على أن القرار الرياضي يتفوق على العاطفة.
الأولوية باتت واضحة: تعزيز الخط الخلفي والتعاقد مع مهاجم من الطراز الأول استعدادًا لموسم 2026، ما يعني أن ملف نيمار لم يعد ضمن اهتمامات الإدارة.
حلم المونديال.. الهدف الأخير
مع اقتراب نهاية عقده الحالي في ديسمبر، يصبح نيمار حرًا لاستكشاف خيارات جديدة. لكن بحسب صحيفة “سبورت”، يبدو اللاعب عازمًا على البقاء في البرازيل حتى كأس العالم 2026، إذا سمحت حالته البدنية بذلك.
المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، قائد المنتخب البرازيلي، وضع معيارًا صارمًا: “الجاهزية بنسبة 100٪ شرط أساسي”. وأوضح أن المنافسة على المراكز الهجومية شرسة، وأن أي لاعب يقل عن هذا المستوى البدني لن يجد مكانًا في القائمة، مهما كان اسمه أو موهبته.
خيارات محدودة وفرص ضيقة
انتهاء الموسم المحلي في البرازيل يقلل من فرص نيمار في خوض مباريات تنافسية قبل مارس المقبل، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالية عودته إلى أوروبا لفترة قصيرة، حيث الدوريات في منتصف الموسم وتمنحه الإيقاع المطلوب.
لكن كل ذلك يبقى رهينًا بجسد أنهكته الإصابات، وحلم أخير يسعى نيمار لتحقيقه: أن يكون حاضرًا بقوة في المونديال، ويدافع عن ألوان البرازيل في أكبر محفل كروي عالمي.

