صادقت حكومة الكيان الإسرائيلية، اليوم الأحد، على تعيين إيال زامير رئيسًا جديدًا لأركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلفًا لهرتسي هليفي، في قرار وصفه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه سيغير وجه الشرق الأوسط.
وجاء في بيان مشترك صادر عن نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس: “الموافقة على تعيين زامير جاءت تتويجًا لعملية اختيار مهنية ودقيقة، وتعكس الثقة الكبيرة بخبرته الواسعة في قيادة الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة الدقيقة”.
عسكري من أصول يمنية وسورية
يُذكر أن زامير، الذي سيتولى رسميًا مهامه في 5 مارس المقبل، ينحدر من أصول يمنية وسورية؛ حيث ينتمي والده لعائلة يمنية طردها الحكم الإمامي الكهنوتي من اليمن إلى فلسطين بصفقة مع الكيان الصهيوني قبل عقود، بينما تنحدر والدته من عائلة العبادي السورية المعروفة، والتي استقرت في إسرائيل قادمة من مدينة حلب.
ووفقًا للقناة الإسرائيلية الناطقة بالعربية i24NEWS، فقد نشأ زامير في مدينة إيلات، وهو بذلك يصبح ثالث رئيس أركان ينحدر من هذه المدينة، بعد شاؤول موفاز وغادي آيزنكوت، كما يُعد أول رئيس أركان من سلاح المدرعات منذ أكثر من 50 عامًا، بعد عقود من هيمنة قادة قوات المظليين ووحدات النخبة على هذا المنصب.
وبدأ زامير مسيرته العسكرية عام 1984 عندما التحق بسلاح المدرعات، حيث شارك كقائد ميداني لقمع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ثم خاض معارك في جنوب لبنان، قبل أن يتولى مناصب قيادية بارزة، من بينها قيادة المنطقة الجنوبية.
وخلال توليه هذا المنصب، أشرف على بناء ما يسمى بالسياج الأمني تحت الأرض على طول حدود قطاع غزة، وأعدّ خطة عسكرية لحرب واسعة ضد حماس، تقوم على ضربة استباقية ومناورة برية سريعة تهدف لحسم المعركة في وقت قياسي.، قبل أن يتم ضربه في 7 أكتوبر.
إعادة بناء الجيش الإسرائيلي بعد طوفان 7 أكتوبر
ويواجه زامير تحديًا هائلًا يتمثل في إعادة بناء الجيش الإسرائيلي بعد الإخفاقات الكبرى التي كشفتها هجمات 7 أكتوبر. وتشير التقارير إلى أن مهمته الأساسية ستكون استعادة ثقة المؤسسة العسكرية، وتعزيز الجهوزية القتالية، وإصلاح ثغرات الاستخبارات والتخطيط الاستراتيجي.
ويرى مراقبون أن تعيين زامير في هذا المنصب يعكس توجهًا نحو تعزيز العمليات البرية والمناورات الهجومية، خاصة أنه معروف بدعمه لنهج الضربة الاستباقية، والتدخل العسكري السريع لتحقيق حسم استراتيجي في المعارك، بدلًا من الدخول في جولات قتال طويلة.
ملفات شائكة تنتظر زامير
إلى جانب التحديات الأمنية، سيواجه زامير ملفات حساسة، أبرزها:
– تداعيات حرب غزة واحتمالات توسعها إلى جبهات أخرى.
– إصلاح جهاز الاستخبارات العسكرية بعد فشله في توقع هجوم 7 أكتوبر.
– التوازن بين القيادة العسكرية والضغط السياسي في ظل انقسامات حادة داخل المؤسسة الأمنية.
ومع توليه هذا المنصب، تبقى الأنظار موجهة نحو سياسات زامير العسكرية، ومدى قدرته على تحقيق التوازن بين التصعيد الأمني والتحديات الداخلية، في وقت يواجه فيه جيش الاحتلال واحدة من أصعب مراحله منذ تأسيسه.